الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1535 - أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنا أبو بكر بن الحسن الحيري ، نا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني ، نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة ، أنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، حدثني أبي عمران بن محمد، عن أبيه، عن عطاء، عن جابر، أخبرني عبد الرحمن بن عوف، قال: قال [ ص: 438 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نهيت عن البكاء، إنما نهيت عن النوح".

                                                                            وقد صح عن أبي موسى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "برئ من الصالقة والحالقة والشاقة".

                                                                            فالصالقة: هي الرافعة صوتها بالبكاء والنوح، ويجوز بالسين، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ( سلقوكم بألسنة حداد ) أي جهروا فيكم بالسوء من القول، والصلق: الصوت الشديد، ويجوز أن تكون التي تلطم وجهها، يقال: سلقه بالسوط، أي: نزع جلده، والحالقة: التي تحلق شعرها، والشاقة: التي تشق ثوبها.

                                                                            وكان الحسن وابن سيرين يتبعان الجنازة التي فيها النوح ينهيان عن النوح، فإذا أبين لم يدعا الجنازة.

                                                                            وتبع مسروق جنازة فيها نساء يصحن، فأمر بردهن، فأبين، فقال: سلام عليكم، وانصرف [ ص: 439 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية