الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1515 - أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الكسائي ، أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال ، حدثنا أبو العباس الأصم ، أنا الربيع، أنا الشافعي ، أنا إبراهيم بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم: "حثا على الميت ثلاث حثيات بيديه جميعا".

                                                                            وبهذا الإسناد، "أن النبي صلى الله عليه وسلم رش على قبر ابنه إبراهيم، ووضع عليه حصباء".

                                                                            والحصباء لا يثبت إلا على قبر مسطح.

                                                                            قال الشافعي : وبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم سطح قبر ابنه إبراهيم.

                                                                            وروي عن جابر، قال: "رش قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الذي رش الماء على قبره بلال بن رباح، بقربة، بدأ من قبل رأسه حتى انتهى إلى [ ص: 402 ] رجليه، ثم ضرب بالماء إلى الجدار، لم يقدر على أن يدور من الجدار".

                                                                            وذهب الشافعي إلى تسطيح القبر.

                                                                            وروي عن القاسم بن محمد، قال: دخلت على عائشة ، فقلت: يا أماه اكشفي لي عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فكشفت لي عن ثلاثة قبور، لا مشرفة، ولا لاطئة، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدما، وأبا بكر رأسه بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم، وعمر رأسه عند رجلي النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                            وروي عن سفيان التمار، قال: رأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم مسنما. [ ص: 403 ] .

                                                                            ورواية القاسم تدل على التسطيح.

                                                                            ومهما صحت الروايتان، فكأنه غير القبر عما كان عليه في القديم، فقط سقط جداره في زمان الوليد بن عبد الملك، وقيل: في زمان عمر بن عبد العزيز، ثم أصلح، وحديث القاسم أصح وأولى أن يكون محفوظا في هذا الباب.

                                                                            وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دفن عثمان بن مظعون وضع عند رأسه حجرا، وقال: "ليعلم قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي".

                                                                            ويكره أن يرفع القبر فوق الأرض مشرفا، قال الشافعي : إلا قدر ما يعرف أنه قبر لكي لا يوطأ ولا يجلس عليه وهو قدر شبر، ولا يرد فيه أكثر من ترابه.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية