الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1241 - أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أبو الحسن الزاهد بنيسابور، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، نا إبراهيم بن الوليد الجساس، نا عفان، نا وهيب، نا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إن لله ملائكة سيارة فضلا يبتغون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم يحف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يحول ما بينهم وبين السماء الدنيا، فإذا تفرقوا عرجوا [ ص: 12 ] وصعدوا إلى السماء، قال: فيسألهم، وهو أعلم بهم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئناك من عند عباد لك في الأرض يسبحونك، قال: وما يسألوني؟ قالوا: يسألونك جنتك، وقال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: لا يا رب، قال: كيف لو رأوا جنتي؟!.

                                                                            قالوا: ويستجيرونك، قال: مم يستجيرونني؟ قالوا: من نارك يا رب، قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا، قال: كيف لو رأوا ناري؟!.

                                                                            قالوا: ويستغفرونك، فيقول: قد غفرت لهم، وأعطيتهم ما سألوني، وأجرتهم مما استجاروني، قال: فيقولون: ربنا فيهم فلان عبد خطاء، إنما مر فجلس معهم، فيقول: قد غفرت له، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم ".


                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن محمد بن حاتم بن ميمون، عن بهز، عن وهيب بإسناده، وقال: " فيسألهم الله [ ص: 13 ] وهو أعلم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عبادك في الأرض، يسبحونك، ويكبرونك، ويحمدونك، ويهللونك، ويسألونك ".

                                                                            وأخرجه محمد، عن قتيبة، عن جرير، عن الأعمش ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية