الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1274 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، نا أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري ، أخبرني سعيد بن المسيب، عن أبيه، قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجد عنده أبا جهل، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال: " أي عم، قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ".

                                                                            فقال أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب.

                                                                            فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه، ويعيدانه بتلك المقالة، حتى قال [ ص: 56 ] أبو طالب آخر ما كلمهم: على ملة عبد المطلب.

                                                                            وأبى أن يقول: لا إله إلا الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك".

                                                                            فأنزل الله سبحانه وتعالى: ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ) وأنزل الله عز وجل في أبي طالب، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) .


                                                                            هذا حديث متفق على صحته، وأخرجه مسلم، عن حرملة بن يحيى، [ ص: 57 ] عن عبد الله بن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية