الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب أسماء الله سبحانه وتعالى.

                                                                            قال الله عز وجل: ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) ، وقال الله سبحانه وتعالى: ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) والاسم: هو المسمى وذاته، قال الله عز وجل: ( إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى ) أخبر أن اسمه يحيى، ثم نادى الاسم، فقال: ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة ) ويقال للتسمية اسم، واستعمالها في التسمية أكثر.

                                                                            وقيل أسماء الله أوصافه، وأوصافه مدائح له لا يمدح بها غيره.

                                                                            واشتقاق الاسم قيل: من الوسم، والسمة، وهي العلامة، فالأسماء سمات، وعلامات للمسميات يعرف بها الشيء من غيره. [ ص: 30 ] .

                                                                            وأكثر النحويين على أن اشتقاقه من السمو والعلو، فكأنه علا على معناه، وظهر عليه، وصار معناه تحته، وهذا أصح، بدليل أنك إذا صغرته، قلت: سمي، ولو كان من السمة، لكان يصغر على الوسيم، كما يقال في الوعد والعدة: وعيد، وتقول في تصريفه: سميت، ولو كان من الوسم، لقلت: وسمت، وإذا جمعته، قلت: أسماء، ترد إليها لام الفعل.

                                                                            1256 - أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أحمد الصالحي، أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ، نا أحمد بن منصور الرمادي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                            ح وأخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي ، أنا أبو طاهر الزيادي ، أنا أبو بكر محمد بن الحسن القطان، نا أحمد بن يوسف السلمي ، حدثنا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدة، من أحصاها دخل الجنة، إنه وتر يحب الوتر". [ ص: 31 ] .

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم، عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق ، وأخرجاه من طرق، عن أبي هريرة .

                                                                            قوله: "من أحصاها"، قيل: أراد عدها، وقيل: معناه: عرفها، وعقل معانيها، وآمن بها، يقال: فلان ذو حصاة وأصاة: إذا كان عاقلا مميزا.

                                                                            وفي بعض الروايات: "من حفظها دخل الجنة" وقوله: ( وأحصى كل شيء عددا ) أي: علم عدد كل شيء.

                                                                            وقيل: من أحصاها، أي: أطاقها، كقوله سبحانه وتعالى: ( علم أن لن تحصوه ) أي: تطيقوه، يقول: من أطاق القيام بحق هذه الأسامي، والعمل بمقتضاها، كأنه إذا قال: الرزاق، وثق بالرزق، وإذا قال: الضار النافع، علم أن الخير والشر منه، وعلى هذا سائر الأسماء. [ ص: 32 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية