الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
16 - باب ذكر الإيمان بأن القرآن كلام الله تعالى ، وأن كلامه ليس بمخلوق ، ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر .

قال محمد بن الحسين :

اعلموا رحمنا الله وإياكم أن قول المسلمين الذين لم يزغ قلوبهم عن الحق ، ووفقوا للرشاد قديما وحديثا أن القرآن كلام الله تعالى ، ليس بمخلوق ؛ لأن القرآن من علم الله ، وعلم الله لا يكون مخلوقا ، تعالى الله عن ذلك .

دل على ذلك القرآن والسنة ، وقول الصحابة رضي الله عنهم وقول أئمة المسلمين ، لا ينكر هذا إلا جهمي ، خبيث ، والجهمي [ عند ] العلماء كافر .

قال الله تعالى : ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) . . . ، وقال تعالى : ( وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه ) . . وقال تعالى لنبيه عليه السلام ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي [ ص: 490 ] الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته ) . . . وهو القرآن . وقال لموسى - عليه السلام - : ( إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي ) . . . قال محمد بن الحسين :

ومثل هذا في القرآن كثير . وقال تعالى : ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم ) . . وقال تعالى ( ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين ) .

قال محمد بن الحسين - رحمه الله - :

لم يزل الله عالما متكلما ، سميعا ، بصيرا بصفاته قبل خلق الأشياء ، من قال غير هذا كفر .

وسنذكر من السنن والآثار وقول العلماء الذين لا يستوحش من ذكرهم ، ما إذا سمعها من له علم وعقل ، زاده علما وفهما ، وإذا سمعها من في قلبه زيغ ، فإن أراد الله هدايته إلى طريق الحق رجع عن مذهبه وإن لم يرجع فالبلاء عليه أعظم .

التالي السابق


الخدمات العلمية