الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
78 - وحدثنا أبو بكر بن أبي داود ، قال : حدثنا أسيد بن عاصم [ ص: 392 ] الأصبهاني ، قال : حدثنا إسماعيل بن عمرو ، قال : أخبرنا قيس ، عن حصين بن عبد الرحمن ، عن شقيق بن سلمة ، عن حذيفة .

وعن مجالد ، عن عامر ، عن مسروق ، عن حذيفة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تتقارب الفتن ، ولا ينجو منها إلا من كرهها ، ولم يأخذ المال ، فإن أخذ المال فهو شريكهم في الدماء وغيرها " .

قال محمد بن الحسين :

قد ذكرت هذا الباب في كتاب الفتن في أحاديث كثيرة ، وقد ذكرت هاهنا طرفا منه ; ليكون المؤمن العاقل يحتاط لدينه ، فإن الفتن على وجوه كثيرة ، قد [ ص: 393 ] مضى منها فتن عظيمة ، نجا منها أقوام ، وهلك فيها أقوام ؛ باتباعهم الهوى ، وإيثارهم للدنيا ، فمن أراد الله به خيرا فتح له باب الدعاء ، والتجأ إلى مولاه الكريم ، وخاف على دينه ، وحفظ لسانه ، وعرف زمانه ، ولزم المحجة الواضحة - السواد الأعظم - ولم يتلون في دينه ، وعبد ربه تعالى ، فترك الخوض في الفتنة ، فإن الفتنة يفتضح عندها خلق كثير ، ألم تسمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو محذر أمته الفتن ، قال : " يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية