الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
314 - وأخبرنا الفريابي ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن خالد الحذاء ، قال : قدم علينا رجل من أهل الكوفة ، وكان مجانبا للحسن ، لما كان يبلغه عنه في القدر ، حتى لقيه ، فسأله الرجل أو [ ص: 721 ] سئل عن هذه الآية ( ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) قال : " لا يختلف أهل رحمة الله " ، قال : ( ولذلك خلقهم ) ؟ قال : " خلق الله تعالى أهل الجنة للجنة ، وأهل النار للنار " ، قال : فكان الرجل يذب بعد ذلك عن الحسن .

[ ص: 722 ] وقال تعالى في سورة إبراهيم عليه السلام : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم ) .

وقال تعالى في سورة النور : ( لقد أنزلنا آيات مبينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) .

وقال تعالى في سورة القصص لنبيه عليه السلام : ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ) .

وقال لنبيه عليه السلام في سورة الملائكة : ( إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور * إن أنت إلا نذير ) .

وقال تعالى في سورة حم عسق : ( ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء في رحمته ) . . . .

وقال في سورة المدثر : ( كلا إنه تذكرة * فمن شاء ذكره * [ ص: 723 ] وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة )

وقال تعالى في سورة ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ) ، بعد أن حذر من النار ، وشوق إلى الجنان مما أعد فيها لأوليائه فقال بعد ذلك : ( إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا ) ثم قال : ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما * يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما ) .

وقال في سورة إذا الشمس كورت : ( لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية