الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
91 - وأخبرنا إبراهيم بن موسى الجوزي ، قال : حدثنا أبو بكر ابن زنجويه ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، قال : سمعت أبا إدريس الخولاني يقول : أدركت أبا الدرداء ووعيت عنه ، وأدركت عبادة بن الصامت ووعيت عنه ، وأدركت شداد بن أوس ووعيت عنه ، وفاتني معاذ بن جبل ، فأخبرني يزيد بن عميرة أنه كان يقول في كل مجلس يجلسه : " الله حكم عدل قسط ، تبارك اسمه ، هلك المرتابون إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ، ويفتح القرآن ، حتى يأخذ الرجل والمرأة ، والحر والعبد ، والصغير والكبير ، فيوشك الرجل أن يقرأ القرآن في ذلك الزمان ، فيقول : قد [ ص: 407 ] قرأت القرآن فما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن ! ، ثم يقول ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره ، فإياكم وما ابتدع ، فإنما ابتدع ضلالة ، اتقوا زيغة العالم ؛ فإن الشيطان يلقي على في الحكيم كلمة الضلالة ، ويلقي المنافق كلمة الحق ، قال : قلنا : وما يدرينا - رحمك الله - أن المنافق يلقي كلمة الحق ، وأن الشيطان يلقي على في الحكيم كلمة الضلالة ؟ قال : اجتنبوا من كلمة الحكيم كل متشابه ، الذي إذا سمعته قلت : ما هذه ؟ ولا ينئينك ذلك عنه ، فإنه لعله أن يراجع ، ويلقي الحق إذا سمعه ، فإن على الحق نورا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية