الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
607 - حدثنا أبو القاسم البغوي - عبد الله بن محمد - قال : حدثنا هدبة بن خالد ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن عمارة [ ص: 1016 ] القرشي عن أبي بردة ابن أبي موسى ، قال : وفدت إلى الوليد بن عبد الملك ، وكان الذي يعمل في حوائجي عمر بن عبد العزيز . فلما قضيت حوائجي أتيته فودعته وسلمت عليه ثم مضيت ، فذكرت حديثا حدثني به أبي أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأحببت أن أحدثه به لما أولاني من قضاء حوائجي ، فرجعت إليه ، فلما رآني قال : لقد رد الشيخ حاجة ، فلما قربت منه قال : ما ردك ؟ أليس قد قضيت حوائجك ؟ قلت : بلى ، ولكن حديثا سمعته من أبي ، سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأحببت أن أحدثك به ، لما أوليتني ، قال : وما هو ؟ قلت : حدثني أبي ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا كان يوم القيامة مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا ، فيذهب كل قوم إلى ما كانوا يعبدون في الدنيا ، ويبقى أهل التوحيد ، فيقال لهم : ما تنتظرون وقد ذهب الناس ؟ فيقولون : إن لنا ربا كنا نعبده في الدنيا لم نره ، قال : [ ص: 1017 ] وتعرفونه إذا رأيتموه ؟ فيقولون : نعم . فيقال : وكيف تعرفونه ولم تروه ؟ قالوا : إنه لا شبه له . فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله عز وجل فيخرون له سجدا ، ويبقى قوم في ظهورهم مثل صياصي البقر ، فيريدون السجود فلا يستطيعون ، فذلك قول الله عز وجل : ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ) فيقول الله عز وجل : ارفعوا رؤوسكم ، فقد جعلت بدل كل رجل منكم رجلا من اليهود والنصارى في النار " .

فقال عمر بن عبد العزيز : آلله الذي لا إله إلا هو لحدثك أبوك هذا الحديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فحلف له ثلاثة أيمان على ذلك ، فقال عمر بن عبد العزيز : ما سمعت في أهل التوحيد حديثا هو أحب إلي من هذا " .


التالي السابق


الخدمات العلمية