ومن الحوادث أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي بالناس في مدة مرضه  وإنما انقطع ثلاثة أيام ، وقيل: سبع عشرة  [ ص: 31 ] صلاة ، فلما أذن بالصلاة في أول ما امتنع قال:  "مروا أبا بكر  أن يصلي بالناس" .  [أخبرنا  ابن الحصين ،  قال: أخبرنا  ابن المذهب ،  قال: أخبرنا أحمد بن جعفر ،  قال: حدثنا  عبد الله بن أحمد ،  قال: حدثني أبي ، قال: حدثنا أبو معاوية ،  قال: حدثنا  الأعمش ،  عن إبراهيم ،  عن الأسود] ،  عن  عائشة ،  قالت: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاءه بلال ليؤذنه بالصلاة ، فقال:  "مروا أبا بكر  فليصل بالناس"  قالت: فقلت: يا رسول الله ، إن أبا بكر  رجل أسيف ، وإنه متى يقوم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت  عمر ،  قال: "مروا أبا بكر  فليصل بالناس" ، قالت: 
فقلت  لحفصة:  قولي له ، فقالت له  حفصة:  يا رسول الله ، إن أبا بكر  رجل أسيف ، وإنه [متى] يقوم مقامك لا يسمع الناس ، فلو أمرت  عمر ،  فقال: "إنكن صويحبات يوسف ،  مروا أبا بكر فليصل بالناس" . 
قالت: فأمروا أبا بكر  يصلي بالناس ، فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من نفسه خفة فقام يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض حتى دخل في المسجد ، فلما سمع أبو بكر  حسه ذهب ليتأخر ، فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن قم كما أنت ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى جلس عن يسار أبي بكر ،  وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي بالناس قاعدا  وأبو بكر  قائما يقتدي أبو بكر  بصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والناس يقتدون بصلاة أبي بكر .  أخرجاه في الصحيحين .  [ ص: 32 ] 
				
						
						
