الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر أفعاله الجميلة في الإسلام وفضائله ونفقته رضي الله عنه

قد بينا أنه أول من أسلم وشهد بدرا والمشاهد كلها .

[أخبرنا المحمدان ابن ناصر ، وابن عبد الباقي ، قالا: أخبرنا أحمد بن أحمد ، حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، حدثنا بشر بن [ ص: 57 ] موسى ، حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان بن عيينة ، حدثنا الوليد بن كثير ، عن ابن تدرس] ، عن أسماء بنت أبي بكر ، قالت:

أتى الصريخ إلى أبي [بكر رضي الله عنه] ، فقيل له: أدرك صاحبك ، فخرج من عندنا وإن له غدائر ، فدخل المسجد وهو يقول: [ويلكم] أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ، قال: فلهوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأقبلوا على أبي بكر [فرجع إلينا أبو بكر] فجعل لا يمير شيئا من غدائره إلا جاء معه وهو يقول: تباركت يا ذا -سمعت الزهري يقول] .

[أخبرنا أبو القاسم الحريري ، أخبرنا أبو إسحاق البرمكي ، أخبرنا ابن حيويه ، أخبرنا أبو محمد المدائني ، حدثنا أبو بكر بن أبي النضر ، حدثنا شبابة ، قال: حدثني أبو العطوف ، قال: سمعت] الزهري يقول:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لحسان بن ثابت: "هل قلت في أبي بكر شيئا"؟ فقال: نعم ، فقال: "قل وأنا أسمع" ، فقال:


وثاني اثنين في الغار المنيف وقد طاف العدو به إذ صعد الجبلا     وكان ردف رسول الله قد علموا
من البرية لم يعدل به رجلا

فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى بدت نواجذه ، ثم قال: "صدقت يا حسان ، هو كما قلت" .


[أخبرنا المحمدان ابن ناصر ، وابن عبد الباقي ، قالا: أخبرنا أحمد بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا أبو نعيم ، عن هشام بن سعد] ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:

أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نتصدق وقد وافق ذلك مالا عندي ، فقلت: اليوم أسبق أبا [ ص: 58 ] بكر إن سبقته يوما ، قال: ثم جئت بنصف مالي ، قال: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما أبقيت لأهلك؟ " قلت: مثله . وأتى أبو بكر رضي الله عنه بكل ما عنده ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

"ما أبقيت لأهلك؟ " قال: أبقيت لهم الله ورسوله ، فقلت: لا أسابقك إلى شيء أبدا .


[أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا ابن المذهب ، أخبرنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح] ، عن أبي هريرة ، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر" فبكى أبو بكر وقال:

وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله .
[أخبرنا هبة الله بن الحصين ، قال: أخبرنا الحسن بن علي ، قال: أخبرنا أبو بكر بن حمدان بن مالك ، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، قال:

حدثنا فليح ، عن سالم أبي النضر ، عن يسر بن سعيد] ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه خطب فقال: "إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقى باب في المسجد إلا سد إلا باب أبي بكر" .

أخرجاه في الصحيحين .

وفي إفراد البخاري من حديث أبي الدرداء ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في أمر جرى بين أبي بكر وعمر: "إن الله بعثني إليكم فقلتم كذب ، وقال أبو بكر: صدقت ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركو لي صاحبي مرتين" . [ ص: 59 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية