الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر خلافة أبي بكر الصديق وأحواله ذكر اسمه ونسبه

اسمه عبد الله بن أبي قحافة ، واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي ، ويكنى أبا بكر . وأمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر .

قال أبو الحسن بن البراء ولد أبو بكر بمنى .

وفي تسميته بعتيق ثلاثة أقوال:

[أحدهما: ما أخبرنا محمد بن أبي طاهر ، أخبرنا الجوهري ، أخبرنا ابن حيويه ، أخبرنا ابن معروف ، أخبرنا ابن الفهم ، حدثنا محمد بن سعد ، أخبرنا محمد بن عمر ، حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة ، عن معاوية بن إسحاق ، عن أبي] عن عائشة: أنها سئلت: لم سمي أبو بكر رضي الله عنه عتيقا؟ فقالت: نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "هذا عتيق الله من النار" . قال محمد بن سعد: [وحدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا صالح بن موسى الطلحي ، حدثنا معاوية بن إسحاق ، عن عائشة بنت طلحة] ، عن عائشة أم المؤمنين ، قالت: إنني لفي بيتي ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه في الفناء وبيني وبينهم الستر ، إذ أقبل أبو [ ص: 54 ] بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من سره أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى هذا" . [قالت:] وإن اسمه الذي سماه به أهله عبد الله بن عثمان [بن عامر بن عمرو] ، لكن غلب عليه عتيق .

والثاني: أنه اسمه ، سمته به أمه . قاله موسى بن طلحة .

والثالث: أنه سمي به لجمال وجهه . قاله الليث بن سعد . وقال ابن قتيبة: لقبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك لجمال وجهه . وسماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم صديقا ، قال: "يكون بعدي اثنا عشر خليفة ، أبو بكر الصديق لا يلبث إلا قليلا" . وكان علي بن أبي طالب يحلف بالله أن الله أنزل اسم أبي بكر من السماء الصديق . [أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا الجوهري ، أخبرنا ابن حيويه ، أخبرنا ابن معروف ، أخبرنا ابن الفهم ، حدثنا محمد بن سعد ، أخبرنا يزيد بن هارون ، قال: أخبرنا أبو معشر ، حدثنا] أبو وهب مولى أبي هريرة ، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ليلة أسري به لجبريل: "إن قومي لا يصدقوني" ، فقال له جبريل: يصدقك أبو بكر ، وهو الصديق .

التالي السابق


الخدمات العلمية