الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

.

227 - جعال بن سراقة الضمري

ويقال: جعيل ، وغير النبي صلى الله عليه وآله وسلم اسمه فسماه عمر ، وكان دميما قبيح الخلق ، إلا أنه كان رجلا صالحا ، أسلم قديما ، وشهد أحدا والمشاهد بعدها ، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشيرا إلى المدينة بسلامتهم في غزاة ذات الرقاع ، ولما قسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [ ص: 312 ] غنائم حنين قال سعد بن أبي وقاص : يا رسول الله ، أعطيت الأقرع ، وعيينة وتركت جعيلا؟! فقال: "والذي نفسي بيده ، لجعيل خير من طلاع الأرض كلها مثل عيينة والأقرع ، ولكني تألفتهما ليسلما ، ووكلت جعيل بن سراقة إلى إسلامه"

228 - حممة

[أخبرنا أبو بكر بن أبي طاهر قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري ، قال: أخبرنا ابن حيويه ، قال: أخبرنا أحمد بن معروف قال: أخبرنا الحسين بن الفهم ، قال: حدثنا محمد بن سعد ، قال: قال حميد بن عبد الرحمن ] كان رجل يقال له حممة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج إلى أصبهان غازيا ، وفتحت في خلافة عمر ، فقال: اللهم إن حممة يزعم أنه يحب لقاءك ، فإن كان صادقا فاعزم عليه بصدقه ، وإن كان كاذبا فاعزم له عليه ، وإن كره ، اللهم لا ترد حممة في سفره هذا . فمات بأصبهان ، فقام أبو موسى فقال: ألا إنا والله ما سمعنا من نبيكم ، وما بلغ علمنا إلا أن حممة شهيد . رحمه الله .

229 - خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، أبو سليمان ، رضي الله عنه

وأمه عصماء ، وهي لبابة الصغرى بنت الحارث بن حرب ، وهي أخت أم الفضل بنت الحارث بن عبد المطلب أم بني العباس بن عبد المطلب [رضي الله عنه] .

[أخبرنا أبو بكر بن أبي طاهر قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمرو بن حيويه ، قال: أخبرنا أحمد بن معروف ، قال: أخبرنا الحسين بن الفهم قال: حدثنا محمد بن سعد ، قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني يحيى بن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث ، قال: سمعت أبي يحدث ، قال: قال خالد بن الوليد ]: لما أراد الله بي ما أراد من الخير قذف في قلبي حب الإسلام ، وحضرني رشدي ، فقلت: قد شهدت هذه المواطن كلها على محمد ، وليس موطن أشهده إلا انصرفت وأنا أرى [ ص: 313 ] في نفسي إلى موضع في عريني ، وأن محمدا سيظهر ، ودافعته قريش بالرماح يوم الحديبية ، وقلت: أين أذهب؟ وقلت: أخرج إلى هرقل ، ثم قلت: أخرج من ديني إلى نصرانية أو إلى يهودية ، فأقيم مع العجم تابعا لها مع عيب ذلك علي ، ودخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [مكة] عام القضية فتغيبت ، فكتب إلي أخي: لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام ، وعقله عقلك ، ومثل الإسلام جهله أحد؟! وقد سألني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنك ، فقال: أين خالد؟ فقلت: يأتي الله به . فقال: "ما مثل خالد جهل الإسلام" ، فاستدرك يا أخي ما فاتك . فلما جاءني كتابه نشطت للخروج ، وزادني رغبة في الإسلام ، وسرتني مقالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأرى في المنام كأني في بلاد ضيقة جدبة ، فخرجت إلى بلد أخضر واسع فقلت: إن هذه لرؤيا ، فذكرت بعد لأبي بكر فقال لي: هو مخرجك الذي هداك الله فيه إلى الإسلام ، والضيق: الشرك . فأجمعت الخروج إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وطلبت من أصاحب ، فلقيت عثمان بن طلحة ، فذكرت له الذي أريد ، فأسرع الإجابة ، وخرجنا جميعا ، فأدلجنا سحرا ، فلما كنا بالهدة إذا عمرو بن العاص ، فقال: مرحبا بالقوم ، فقلنا: وبك . قال: أين مسيركم؟ فأخبرناه ، وأخبرنا أنه يريد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فاصطحبنا حتى قدمنا المدينة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أول يوم من صفر سنة ثمان ، فلما طلعت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سلمت عليه بالنبوة ، فرد علي السلام بوجه طلق ، فأسلمت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قد كنت أرى لك عقلا رجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير" ، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقلت: استغفر الله لي كل ما أوضعت فيه من صد عن سبيل الله تعالى . فقال: "إن الإسلام يجب ما قبله" ثم استغفر لي ، وتقدم عمرو ، وعثمان بن طلحة فأسلما ، فوالله ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من يوم أسلمت [ ص: 314 ] يعدل بي أحدا من أصحابه فيما يجزيه .

[قال محمد بن عمر : وحدثني إسماعيل بن مصعب ، عن إبراهيم بن يحيى] بن زيد بن ثابت قال: لما كان يوم مؤتة ، وقتل الأمراء ، أخذ اللواء ثابت بن أقرم ، وجعل يصيح: يا للأنصار . فجعل الناس يثبون إليه ، فنظر إلى خالد بن الوليد فقال: خذ اللواء يا أبا سليمان . فقال: لا آخذه ، أنت أحق به ، لك سن ، وقد شهدت بدرا . قال ثابت: خذه أيها الرجل ، فوالله ما أخذته إلا لك ، وقال ثابت للناس: اصطلحتم على خالد؟ فقالوا: نعم . فأخذ خالد اللواء ، فحمله .

[قال محمد بن سعد : وأخبرنا وكيع ، عن إسماعيل بن أبي خالد ] ، عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت خالد [بن الوليد يقول: لقد انقطع في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف ، وصبرت في يدي صفحة يمانية .

قال علماء السير: دخل خالد بن الوليد ] يوم الفتح من الليط ، فوجد جميعا من قريش يمنعونه الدخول ، فقاتلهم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ألم أنه عن القتال؟" فقيل: خالد قوتل فقاتل . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "قضاء الله خير" . وخرج خالد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى حنين ، وإلى تبوك ، ثم بعثه إلى أكيدر دومة ، وخرج معه في حجة الوداع ، فلما حلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأسه أعطاه ناصيته ، فكانت في مقدمة قلنسوته ، فكان لا يلقى أحدا إلا هزمه . وسماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "سيف الله" . [ ص: 315 ]

وقد سبق ذكر أحواله في المجاهدات ، وكان شجاعا ، فكان يقول: لا أدري من أي يومي أفر ، من يوم أراد الله أن يهدي لي فيه شهادة ، أو من يوم أراد أن يهدي لي فيه كرامة .

[أخبرنا محمد بن الحسين ، وإسماعيل بن أحمد قالا: أخبرنا ابن النقور قال: أخبرنا المخلص قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: حدثنا السري بن يحيى قال: حدثنا شعيب قال: حدثنا سيف ، عن مبشر ، ] عن سالم قال: حج عمر ، واشتكى خالد بعده وهو خارج من المدينة زائرا لأمه ، فقال لها: أحدروني إلى مهاجري ، فقدمت به المدينة ومرضته ، فلما ثقل وأظل قدوم عمر لقيه لاق على مسيرة ثلاث ، صادرا عن حجه ، فقال له عمر: مهيم . فقال: خالد بن الوليد ثقيل لما به . فطوى ثلاثا في ليلة ، فأدركه حين قضى ، فرق عليه واسترجع ، وجلس ببابه حتى جهز ، وبكته البواكي ، فقيل لعمر: ألا تسمع؟! ألا تنهاهن؟ فقال: وما على قريش أن يبكين أبا سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة -النقع: الشق . واللقلقة: الصوت]- فلما أخرج بجنازته رأى عمر امرأة محتزمة تبكيه وتقول:


أنت خير من ألف ألف من النا س إذا ما كبت وجوه الرجال     أشجاع فأنت أشجع من ليـ
ـث عرين جهم أبي أشبال     أجواد فأنت أجود من سيـ
ـل دياس يسيل بين الجبال

فقال عمر: من هذه؟ فقيل: أمه . فقال: أمه والإله -ثلاثا- هل قامت النساء عن مثل خالد .

وكان عمر يتمثل في طيه تلك الثلاث في ليلة وبعد ما قدم:


تبكي ما وصلت به الندامى     ولا تبكي فوارس كالجبال
[ ص: 316 ] أولئك إن بكيت أشد فقدا     من الأذهاب والعكر الجلال
تمنى بعدهم قوم مداهم     فلم يدنوا لأسباب الكمال

وهذا الحديث يدل على أنه مات بالمدينة .

وقال الواقدي : مات بحمص ، ودفن في قرية على ميل من حمص . قالوا: ووصى إلى عمر ، فقدم عليه بالوصية فقبلها .

[أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال: أخبرنا جعفر بن أحمد قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل بن الضراب قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا أحمد بن مروان المالكي قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: حدثنا محمد بن سعد ، قال:

حدثنا الواقدي ، عن عبد الرحمن بن] أبي الزناد : أن خالد بن الوليد لما حضرته الوفاة بكى وقال: لقد لقيت كذا وكذا زحفا ، وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة بسيف ، أو رمية بسهم ، أو طعنة برمح ، وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي ، كما يموت العير ، فلا نامت عين الجبناء .

230 - عمير بن سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس

فأما أبوه فشهد بدرا ، ويقال له: سعد القارئ . ويروي الكوفيون أنه أبو زيد الذي جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

وقتل سعد بالقادسية شهيدا . وأما عمير فصحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وولاه عمر حمص ، وكان يقال له: نسيج وحده .

[أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن المرزبان قال: حدثنا محمد بن حكيم الرازي قال: حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة ، قال: حدثني أبي ، عن جدي] ، عن عمير بن سعد ، قال: بعثه عمر بن الخطاب عاملا على حمص ، فمكث حولا لا يأتيه خبره ، فقال عمر لكاتبه: [ ص: 317 ]

اكتب إلى عمير ، فوالله ما أراه إلا قد خاننا: "إذا جاءك كتابي هذا فأقبل وأقبل بما جبيت من فيء المسلمين حين تنظر في كتابي هذا" .

قال: فأخذ عمير جرابه ، فجعل فيه زاده وقصعته ، وعلق أدواته ، فأخذ عنزته ، ثم أقبل يمشي من حمص حتى دخل المدينة ، وقد شحب لونه ، واغبر وجهه ، وطال شعره ، فدخل على عمر فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله . قال عمر: ما شأنك؟ فقال عمير: ما ترى من شأني ، أليس تراني صحيح البدن ، ظاهر الدم ، معي الدنيا أجرها بقرنها . قال: وما معك؟ فظن عمر أنه قد جاء بمال . فقال: معي جرابي ، أجعل فيه زادي وقصعتي ، آكل فيها ، وأغسل فيها رأسي وثيابي وإداوتي أحمل فيها وضوئي وشرابي ، وعنزتي أتوكأ عليها ، وأجاهد بها عدوا إن عرض لي ، فوالله ما الدنيا إلا نفع لمتاعي ، قال عمر: فجئت تمشي؟ قال: نعم ، قال: أما كان لك أحد يتبرع لك بداية تركبها؟ قال: ما فعلوه ، وما سألتهم ذلك . فقال عمر: بئس المسلمون خرجت من عندهم . فقال عمير: اتق الله يا عمر ، قد نهاك الله عن الغيبة ، وقد رأيتهم يصلون صلاة الغداة . قال عمر: بعثتك وأي شيء صنعت؟ فقال: وما سؤالك يا أمير المؤمنين؟ فقال: سبحان الله . فقال عمير: أما إني لولا أني أخشى أن أعمل ما أخبرتك ، بعثتني حتى أتيت البلد ، فجمعت صلحاء أهلها فوليتهم جباية فيئهم ، حتى إذا جمعوه وضعته مواضعه ، ولو نالك منه شيء لأتيتك به . قال: فما جئتنا بشيء . قال: لا . قال: جددوا لعمير عهدا . قال: إن ذلك لشيء لا عملته لك ولا لأحد بعدك ، والله ما سلمت ، بل لم أسلم . قلت: لنصراني؟ أخزاك الله ، هذا ما عرضتني له ، وإن أشقى أيامي يوم خلفت معك . ثم استأذنه ، فأذن له ، فرجع إلى منزله ، وبينه وبين المدينة أميال ، فقال عمر حين انصرف عمير: ما أراه إلا قد خاننا . فبعث رجلا يقال له الحارث ، وأعطاه مائة دينار ، وقال: انطلق إلى عمير حتى تنزل به كأنك ضيف ، فإن رأيت أثر شيء فأقبل

[ ص: 318 ]

، وإن رأيت حالا شديدا فادفع إليه هذه المائة دينار .

فانطلق الحارث ، فإذا هو بعمير جالس يفلي قميصا إلى جنب الحائط ، فسلم عليه الرجل ، فقال له عمير: انزل رحمك الله . فنزل ثم سأله فقال: من أين جئت؟

فقال: من المدينة . قال: فكيف تركت أمير المؤمنين؟ قال: صالحا . قال: فكيف تركت المسلمين؟ قال: صالحين . قال: أليس يقيم الحدود؟ قال: بلى ، ضرب ابنا له على فاحشة فمات من ضربه . قال عمير: اللهم أعن عمر ، فإني لا أعلمه إلا شديدا حبه لك .

قال: فنزل به ثلاثة أيام ، وليس لهم إلا قرص من شعير كانوا يخصونه به ، ويطوون حتى أتاهم الجهد . فقال له عمير: إنك قد أجعتنا ، فإن رأيت أن تتحول عنا فافعل . قال: فأخرج الدنانير فدفعها إليه ، فقال: بعث لك أمير المؤمنين ، فاستعن بها . قال: فصاح وقال: لا حاجة لي فيها ، ردها . فقالت له امرأته: إن احتجت إليها ، وإلا فضعها في مواضعها . فقال عمير: والله ما لي شيء أجعلها فيه . فشقت المرأة أسفل درعها ، فأعطته خرقة ، فجعلها فيها ، ثم خرج فقسمها بين أبناء الشهداء والفقراء ، ثم رجع والرسول يظن أنه يعطيه منها شيئا . فقال له عمير: أقرئ مني أمير المؤمنين السلام . فرجع الحارث إلى عمر فقال: ما رأيت؟ قال: رأيت حالا شديدا . قال: فما صنع بالدنانير؟

قال: لا أدري . قال: فكتب إليه عمر: "إذا جاءك كتابي فلا تضعه من يدك حتى تقبل" .

فأقبل إلى عمر ، فدخل عليه ، فقال له عمر: "ما صنعت بالدنانير؟ فقال: صنعت ما صنعت ، وما سؤالك عنها؟ قال: أنشدك الله إلا ما أخبرتني ما صنعت بها؟ قال: قدمتها لنفسي . قال: رحمك الله . فأمر له بوسق من طعام وثوبين ، فقال: أما الطعام فلا حاجة لي فيه ، قد تركت في المنزل صاعين من شعير ، إلى أن آكل ذلك قد جاء الله بالرزق . ولم يأخذ الطعام . وأما الثوبان فإن أم فلان عارية . فأخذهما ورجع إلى منزله ، فلم يلبث أن هلك -رحمه الله- فبلغ ذلك عمر ، فشق عليه ، وترحم عليه ، وخرج يمشي معه ، ومعه المشاؤون إلى بقيع الغرقد ، فقال لأصحابه: ليتمن كل [ ص: 319 ] منكم أمنية . فقال رجل: وددت يا أمير المؤمنين أن عندي مالا فأعتق لوجه الله كذا وكذا . وقال آخر: وددت أن عندي مالا فأنفق في سبيل الله . وقال آخر: وددت أن لي قوة فأنضح بدلو من زمزم لحجاج بيت الله . فقال عمر: وددت أن لي رجلا مثل عمير أستعين به في أعمال المسلمين .

231 - عويم بن الحارث بن زيد بن حارثة بن الجد بن عجلان

شهد أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولما قدم من تبوك رمى امرأته بشريك بن سحماء ، فلاعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينهما في مسجده بعد العصر ، قائمين عند المنبر ، وذلك من شعبان سنة تسع ، فلما ولدت جاءت به أشبه الناس بشريك بن سحماء ، وكان قوم عويم قد لاموه فيما قال ، فلما رأوه يشبه شريكا عذروه فيما قال . وعاش المولود سنتين ثم مات ، وعاشت أمه بعده يسيرا ، وكان شريك عند الناس بحال سوء بعد ، وقد شهد شريك أحدا أيضا . [ ص: 320 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية