الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومن الحوادث في هذه السنة فتح جرجان

وقد قيل: إنما سميت جرجان لأنه بناها جرجان بن لاوذ بن سام بن نوح .

ولما قتل النعمان بن مقرن ، ولى أخاه سويد بن مقرن ، وكاتب ملك جرجان ، ثم [ ص: 253 ] سار إليها ففتحها وصالحوه على أخذ الجزية منهم .

ومن الناس من يقول: كان فتحها في سنة اثنتين وعشرين .

وقال المدائني : إنما فتحت في زمان عثمان سنة ثلاثين .

وفيها فتح أذربيجان على يدي عتبة

وكتب لهم كتاب أمان ، وهذا في رواية سيف .

وقال أبو معشر : كانت أذربيجان في سنة اثنتين وعشرين .

وفي هذه الغزاة: بعث عتبة إلى عمر رضي الله عنه بخبيص أهداه إليه .

[أخبرنا محمد بن الحسين ، وإسماعيل بن أحمد ، قالا: أخبرنا ابن النقور ، أخبرنا المخلص ، حدثنا أحمد بن عبد الله ، حدثنا السري بن يحيى ، حدثنا شعيب ، حدثنا سيف ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس أو عامر ] ، عن عتبة بن فرقد ، قال: قدمت على عمر رضي الله عنه بسلال من خبيص ، فشهدت غداه ، فأتى بجفنة من ثريد ، فأخذ وأخذنا ، فجعلت أرى عليه الشيء أحبسه سناما ، فإذا لكته وجدته عليا ، فأتطلب غفلته حتى أجعله بين الخوان والقصعة ففعلت ذلك مرارا ، وكففت . ثم دعي بعس من عساس العرب فيه نبيذ شديد ، فشرب ثم ناولني فلم أطقه ، ثم قال: نأكل من هذا اللحم ، ونشرب عليه من هذا النبيذ الشديد فيقطعه في بطوننا ، إنا لننحر للمسلمين الجزور فنطعم المسلمين أطائبها ، ويأكل عمر وآل عمر عنقها ، فقلت له: إنك مشغول بحوائج المسلمين وقد أهديت لك طعاما يعصمك ويقويك ، قال: فاعرضه علي ، قال: فأديت له تلك السلال وكشفت له عنها ، فقال: أقسمت عليك ، لما لم تدع أحدا من المسلمين إلا أهديت له مثل هذا ، فقلت: يا أمير المؤمنين ، والله لو جمع مال [ ص: 254 ] قيس بن عيلان ما وسع لذاك ، فقال: ضم هديتك إليك ، فإنه لا حاجة لي في شيء لا يشبع المسلمين .

وفي هذه السنة فتح طبرستان

وقيل: إنه كان في سنة اثنتين وعشرين

وفيها: استقضى عمر شريح بن الحارث الكندي على الكوفة .

وعلى البصرة كعب بن سور الأزدي

وفي هذه السنة حج عمر بالناس

وكانت ولاته على الأمصار الولاة الذين كانوا في سبع عشرة .


وفيها: حول عمر المقام في ذي الحجة إلى موضعه اليوم ، وكان ملصقا بالبيت قبل ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية