الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفيها كانت حجة الوداع

قال المؤلف: لما عزم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الحج أذن بالناس بذلك ، فقدم المدينة خلق كثير ليأتموا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجته ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة مغتسلا مدهنا مترجلا متجردا في ثوبين إزار ورداء ، وذلك في يوم السبت لخمس [ليال] بقين من ذي القعدة ، فصلى الظهر بذي الحليفة ركعتين ، وأخرج معه نساءه كلهن في هوادج ، وأشعر هديه وقلده ، ثم ركب ناقته ، فلما استوى بالبيداء أحرم من يومه ذلك . [ ص: 6 ]

وكان يوم الاثنين بمر الظهران فغربت له الشمس بسرف ، ثم أصبح واغتسل ودخل مكة نهارا وهو على راحلته ، فدخل من أعلى مكة من كداء حتى انتهى إلى باب بني شيبة ، فلما رأى البيت رفع يديه ، وقال: "اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة ، وزد من عظمه ممن حجه واعتمره تشريفا وتكريما ومهابة وتعظيما وبرا" .

ثم بدأ فطاف بالبيت ، ورمل ثلاثة أشواط من الحجر إلى الحجر وهو مضطبع بردائه ، ثم صلى خلف المقام ركعتين ، ثم سعى بين الصفا والمروة على راحلته من فوره ذلك .

وخطب بمكة خطبا في أيام حجه .

التالي السابق


الخدمات العلمية