الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

]

187 - أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام ، وهي الرميصاء :

واختلفوا في اسمها ، فروى البغوي عن علي بن المديني ، قال: اسمها مليكة ، ولقبها الرميصاء . وقال غيره: اسمها سهيلة ، وقيل: رميلة ، وقيل: رميثة ، وقيل: أنيفة .

تزوجها مالك بن النضر ، فولدت له أنس بن مالك ، ثم لقيه عدو فقتله ، فخطبها أبو طلحة .

[أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، قال: أخبرنا حمد بن أحمد ، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الأصبهاني ، قال: حدثنا سليمان بن أحمد ، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال: حدثنا عبد الرزاق ، قال: حدثنا جعفر بن سليمان ، عن ثابت ] ، عن أنس ، قال: خطب أبو طلحة أم سليم قبل أن يسلم ، فقالت: أما إني فيك لراغبة ، وما مثلك [ ص: 217 ] يرد ، ولكنك رجل كافر وأنا امرأة مسلمة ، فإن تسلم فذاك مهري ، ولا أسألك غيره ، فأسلم أبو طلحة فتزوجها .

[أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا ابن المذهب ، أخبرنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، حدثنا أبو أسامة ، عن سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ] ، عن أنس ، قال: جاء أبو طلحة يوم حنين يضحك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أم سليم ، فقال: يا رسول الله ، ألم تر إلى أم سليم معها خنجر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما تصنعين يا أم سليم"؟ قالت: أردت إن دنا مني أحد منهم طعنته .

[أخبرنا أبو بكر بن أبي طاهر ، قال: أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أخبرنا ابن حيويه ، أخبرنا ابن معروف ، حدثنا الحسين بن الفهم ، حدثنا محمد بن سعد ، قال: أخبرنا محمد بن الفضيل ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن حسين بن أبي سفيان ، عن أنس بن مالك ] ، قال: زار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم سليم فصلى في بيتها تطوعا ، وقال: "يا أم سليم ، إذا صليت المكتوبة فقولي: سبحان الله عشرا ، والحمد لله عشرا ، والله أكبر عشرا ، ثم سلي الله ما شئت ، فإنه يقال لك: نعم نعم نعم" . [أخبرنا أبو الفتح بن عبد الباقي ، أخبرنا أبو الفضل بن أحمد الحداد ، أخبرنا أبو نعيم الأصبهاني ، حدثنا سليمان ، حدثنا علي بن سعيد الرازي ، حدثنا محمد بن سلم بن دارة ، حدثنا محمد بن سعد بن سابق ، حدثنا عمرو بن أبي قيس ، عن سعيد بن مسروق ، عن عباية بن رفاعة ] ، عن أم سليم ، قالت: توفي ابن لي وزوجي غائب ، فقمت فسجيته في ناحية من البيت ، فقدم زوجي ، فتطيبت له ، فوقع علي ، ثم أتيته بطعام ، فجعل يأكل ، فقلت: ألا أعجبك من [ ص: 218 ] جيراننا ، قال: وما لهم؟ قلت: أعيروا عارية فلما طلبت منهم جزعوا ، قال: بئس ما صنعوا ، فقلت: هو ابنك ، فقال: لا جرم ، لا تغلبيني على الصبر الليلة ، فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره ، فقال: "بتما عروسين وهو إلى جانبكما ، اللهم بارك لهم في ليلتهم" ، فلقد رأيت لهم بعد ذلك في المسجد سبعة كلهم قد قرءوا القرآن .

188 - سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس -وهو الذي يقال له سعد القارئ - ، ويكنى أبا زيد .

ويروي الكوفيون أنه ممن جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وشهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وابنه عمر بن سعد ، ولاه عمر على بعض الشام .

وقتل سعد شهيدا يوم القادسية وهو ابن أربع وستين سنة

189 - مارية القبطية

أهداها المقوقس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فوطئها بملك اليمين ،
فولدت منه إبراهيم ، ومات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان أبو بكر رضي الله عنه ينفق عليها حتى توفي ، ثم أنفق عليها عمر رضي الله عنها ، فتوفيت في محرم هذه السنة ، فجمع عمر الناس لشهود جنازتها ، وصلى عليها ، وقبرها بالبقيع . [ ص: 219 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية