الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[حديث يوم المقر وفم فرات بادقلى]

ثم خرج آزاذبه وابنه نحو خالد في عسكر كبير ، فقتلهم خالد حتى أتى منهم ، وهرب آزاذبه ، ثم قصد خالد الحيرة وسار حتى نزل الخورنق والنجف ، وأدخل خالد [ ص: 104 ] الحيرة الخيل ، وأمر كل قائد من قواده بمحاصرة قصر من قصورها ، فكان ضرار بن الأزور محاصرا للقصر الأبيض ، وفيه إياس بن قبيصة الطائي ، وكان ضرار بن الخطاب محاصرا قصر العدسيين وفيه عدي بن عدي ، وكان ضرار بن مقرن المازني محاصرا قصر بني مازن وفيه ابن أكال ، وكان المثنى محاصرا قصر ابن بقيلة ، وفيه عمرو بن عبد المسيح ، فدعوهم جميعا ، وأجلوهم يوما ، فأبى أهل الحيرة [ولجوا] ، فناوشهم المسلمون .

فكان أول القواد أنشب القتال ضرار بن الأزور ، وصبح كل أمير ثغره ، فأكثروا فيهم القتل ، وصاحوا: كفوا عنا حتى تبلغونا إلى خالد ، وكان أول من طلب الصلح عمرو بن عبد المسيح ، وهو بقيلة .

فلما وصل الرؤساء إلى خالد ، قال: اختاروا واحدة من ثلاث: إما أن تدخلوا في ديننا ، وإما الجزية ، وإما المناجزة ، فقد والله أتيتكم بأقوام أحرص على الموت منكم على الحياة ، قالوا: بل الجزية ، فصالحوه على مائة ألف وتسعين ألفا في كل سنة .

فبعث بالهدايا والفتح إلى أبي بكر رضي الله عنه ، فقبلها أبو بكر رضي الله عنه ، وكتب إلى خالد: احسب لهم هداياهم من الجزية ، وصالحهم خالد في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة . ثم إنهم كفروا بعد موت أبي بكر رضي الله عنه فحاربهم المثنى ثم عادوا فكفروا فقتلهم سعد

التالي السابق


الخدمات العلمية