ومن الحوادث في هذه السنة  [عمرة أبي بكر  رضي الله عنه في رجب]  
إن أبا بكر  اعتمر في رجب ، فدخل مكة  ضحوة ، فأتى منزله وأبو قحافة  جالس على باب داره ومعه فتيان يحدثهم ، فقيل له: هذا ابنك ، فنهض قائما وعجل أبو بكر  أن ينيخ راحلته فنزل عنها وهي قائمة ، فجعل يقول: يا أبه لا تقم ، ثم التزمه وقبل بين عينيه وهو يبكي فرحا بقدومه ، وجاء إلى مكة  عتاب بن أسيد ،   وسهيل بن عمرو ،   وعكرمة بن أبي جهل ،  والحارث بن هشام ،  فسلموا عليه: سلام عليك يا خليفة رسول الله ، وصافحوه جميعا ، فجعل أبو بكر  يبكي حين يذكرون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وسلموا على أبي قحافة ،  فقال أبو قحافة:  يا عتيق هؤلاء الملأ فأحسن صحبتهم ، فقال أبو بكر:  يا أبه لا حول ولا قوة إلا بالله ، طوقت عظيما من الأمر لا قوة لي به ولا يدان إلا بالله ، وقال: هل أحد يشتكي ظلامة ، فما أتاه أحد . وأثنى الناس على واليهم . 
وفي هذه السنة تزوج  عمر بن الخطاب  عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل .   [ ص: 112 ] 
وفيها: تزوج  علي  عليه السلام أمامة بنت أبي العاص بن الربيع .  
وفيها: اشترى  عمر  أسلم  مولاه . 
وفي هذه السنة: حج أبو بكر  رضي الله عنه بالناس ، واستخلف على المدينة   عثمان بن عفان .  
				
						
						
