الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم دخلت سنة ست وعشرين

فمن الحوادث فيها:

أن عثمان أمر بتجديد أنصاب الحرم ، وزاد في المسجد الحرام ، [ووسعه] وابتاع من قوم ، وأبى آخرون فهدم عليهم ، ووضع الأثمان في بيت المال ، فصاحوا على عثمان ، فأمر بهم إلى الحبس ، وقال: أتدرون ما جرأكم علي؟ ما جرأكم علي إلا حلمي ، قد فعل هذا بكم عمر ، فلم تصيحوا به . ثم كلمه فيهم عبد الله بن خالد بن أسيد ، فأخرجوا .

وفي هذه السنة:

جرت خصومة بين سعد وابن مسعود ، فعزل عثمان سعدا . وقيل: كان ذلك في سنة خمس وعشرين . وقيل: في سنة ثلاث [وعشرين] .

[أخبرنا محمد بن الحسين ، وإسماعيل بن أحمد قالا: أخبرنا ابن النقور قال: أخبرنا المخلص قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله قال: حدثنا السري بن يحيى ، قال: حدثنا شعيب قال: حدثنا سيف بن عمر ] ، عن الشعبي قال: كان أول ما نزغ الشيطان من أهل الكوفة -وهو أول مصر- أن سعد بن أبي وقاص استقرض من عبد الله بن مسعود من بيت المال مالا ، فأقرضه ، فلما تقاضاه لم يتيسر عليه ، فارتفع بينهما الكلام . [ ص: 361 ]

[وحدثنا سيف ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، ] عن قيس بن أبي حازم قال: كنت جالسا عند سعد ، فأتى ابن مسعود فقال لسعد: أد المال الذي قبلك . فقال له سعد: هل أنت إلا عبد من هذيل . قال: [وأنت] ابن حمينة . فطرح سعد عودا في يده ، وكانت فيه حدة ، ورفع يديه وقال: اللهم رب السموات والأرض . فقال عبد الله: قل خيرا ولا تلعن . فقال سعد: أما والله لولا اتقاء الله عليك لدعوت عليك دعوة لا تخطئك . فولى الآخر سريعا ، [فخرج] .

[وحدثنا سيف ، عن القاسم بن الوليد ، عن المسيب بن عبد خير بن عبد الله بن حكيم قال]: لما وقع بين ابن مسعود وسعد الكلام غضب عليهما عثمان ، وانتزعها من سعد وعزله ، وأقر عبد الله ، واستعمل الوليد بن عقبة ، فقدم الكوفة ، فلم يتخذ لداره بابا حتى خرج من الكوفة .

وفي هذه السنة: حج بالناس عثمان رضي الله عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية