الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          6582 - ( ع ) : هشام بن أبي عبد الله الدستوائي ، أبو بكر ، [ ص: 216 ] البصري ، والد معاذ بن هشام ، واسم أبي عبد الله سنبر الربعي من بكر بن وائل ، وقيل : الجحدري ، ودستوا كورة من كور الأهواز ، كان يبيع الثياب التي تجلب منها فنسب إليها ، ويقال له صاحب الدستوائي أيضا .

                                                                          روى عن : أيوب السختياني ( ت ق ) ، وبديل بن ميسرة ( 4 ) ، وحماد بن أبي سليمان ( بخ د عس ) ، وشعيب بن الحبحاب ( م ) ، وعاصم بن بهدلة ، وعامر بن عبد الواحد الأحول ( م ت س ق ) ، وعبد الله بن أبي نجيح ( م ) ، وعبد الرحمن السراج ، وعبد الكريم أبي أمية ، وعلي بن الحكم البناني ( س ) ، وعمرو بن مالك النكري ، والقاسم بن أبي بزة ( فق ) ، والقاسم بن عوف الشيباني ( م ) ، وقتادة ( ع ) ، ومطر الوراق ( م د ) ، ومعمر ( س ) وهو من أقرانه ، ويحيى بن أبي كثير ( خ م س ) ، ويونس الإسكاف ( خ ت س ق ) ، وأبي جعفر الخطمي ( سي ) ، وأبي الزبير المكي ( خت م د ت س ) ، وأبي عصام البصري ( م د س ) .

                                                                          روى عنه : أزهر بن سعد السمان ( عس ) ، وأزهر بن القاسم ( س ) ، وأسباط أبو اليسع البصري ( خ ) ، وإسحاق بن يوسف [ ص: 217 ] الأزرق ( ت ) ، وإسماعيل ابن علية ( م ) ، وبشر بن المفضل ( م ) ، والحارث بن عطية ( س ) ، وأبو عمر حفص بن عمر الحوضي ( خ ) ، وحماد بن مسعدة ( س ) ، وخالد بن الحارث ( م س ) ، والسري بن يحيى ( سي ) ، وشاذ بن فياض ( د ) ، وشعبة بن الحجاج ( س ) وهو من أقرانه ، وعبد الله بن بكر السهمي ( ق ) ، وعبد الله بن رجاء الغداني ، وعبد الله بن المبارك ( س ) ، وابنه عبد الله بن هشام الدستوائي ، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى ( م ) ، وعبد الرحمن بن مهدي ( م ت ) ، وعبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد ( م ت س ) ، وعبد الملك بن الصباح ( م ) ، وعبد الوارث بن سعيد ( س ) ، وعفان بن مسلم ، وعلي بن نصر الجهضمي الكبير ( ق ) ، وعيسى بن يونس ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ( خ ) ، وكثير بن هشام ( م د ) ، ومحمد بن جعفر غندر ، ومحمد بن أبي عدي ( م د ت ) ، ومسلم بن إبراهيم ( خ د ) ، ومعاذ بن فضالة ( خ ) ، وابنه معاذ بن هشام الدستوائي ( ع ) ، ومكي بن إبراهيم البلخي ( خ ) ، وموسى بن إسماعيل ، والنضر بن شميل ( م ) ، وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي ، ووكيع بن الجراح ( م س ق ) ، ووهب بن جرير بن حازم ( خ ) ، ويحيى بن سعيد القطان ( خ م د ) ، ويزيد بن زريع ( م س ق ) ، ويزيد بن هارون ( م ) ، وأبو داود الطيالسي ( م ت س ) ، وأبو عامر العقدي ( م س ) ، وأبو علي الحنفي ( س ) .

                                                                          قال عمرو بن علي ، عن يزيد بن زريع : سمعت أيوب السختياني قبل الطاعون يأمرنا بهشام بن أبي عبد الله .

                                                                          [ ص: 218 ] وقال عبدان بن عثمان ، عن يزيد بن زريع : كان أيوب يحث على هشام الدستوائي والأخذ عنه .

                                                                          وقال هدبة بن خالد ، عن أخيه أمية بن خالد : سمعت شعبة بن الحجاج يقول : ما من الناس أحد أقول : إنه طلب الحديث يريد به الله عز وجل إلا هشام صاحب الدستوائي ، وكان يقول : ليتنا ننجو من هذا الحديث كفافا لا لنا ولا علينا . قال شعبة : فإذا كان هشام يقول هذا فكيف نحن ؟ !

                                                                          وقال محمد بن عمار بن الحارث الرازي ، عن علي بن الجعد : سمعت شعبة يقول : كان هشام الدستوائي أحفظ مني عن قتادة .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين : قال شعبة : هشام الدستوائي أعلم بحديث قتادة مني ، وأكثر مجالسة له مني .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن الحكم بن بشير بن سلمان ، عن معلى بن منصور : سألت ابن علية عن حفاظ أهل البصرة ، فذكر هشاما الدستوائي .

                                                                          [ ص: 219 ] زاد غيره : ثم سعيد بن أبي عروبة .

                                                                          وقال أبو هشام الرفاعي ، عن وكيع : حدثنا هشام الدستوائي ، وكان ثبتا .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين أيضا : كان يحيى بن سعيد إذا سمع الحديث من هشام الدستوائي لا يبالي أن لا يسمعه من غيره .

                                                                          وقال أبو حاتم ، عن أبي غسان التستري يوسف بن موسى : [ ص: 220 ] سمعت أبا داود يقول : كان هشام الدستوائي أمير المؤمنين في الحديث .

                                                                          وقال أبو حاتم أيضا : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا هشام الدستوائي وأثنى عليه خيرا ، قال : وما رأيت أبا نعيم يحث على أحد إلا على هشام الدستوائي .

                                                                          وقال أبو حاتم أيضا : سألت أحمد بن حنبل عن الأوزاعي ، والدستوائي : أيهما أثبت في يحيى بن أبي كثير ؟ قال : الدستوائي ، لا تسأل عنه أحدا ، ما أرى الناس يروون عن أحد أثبت منه ، مثله عسى ، وأما أثبت منه فلا .

                                                                          وقال صالح بن أحمد بن حنبل : قال أبي : أكبر من في يحيى بن أبي كثير من أهل البصرة هشام الدستوائي .

                                                                          وقال أبو بكر الأثرم : قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل : هشام الدستوائي أكبر من شيبان ؟ قال : أجل ، هشام أرفع .

                                                                          وقال أبو الحسن ابن البراء ، عن علي ابن المديني : هشام الدستوائي ثبت .

                                                                          [ ص: 221 ] وقال أبو حاتم أيضا : سألت علي ابن المديني : من أثبت أصحاب يحيى بن أبي كثير ؟ قال : هشام الدستوائي . قلت : ثم أي ؟ قال : ثم الأوزاعي ، وحسين المعلم ، وحجاج الصواف ، وأراه ذكر علي بن المبارك ، فإذا سمعت عن هشام ، عن يحيى ، فلا ترد به بدلا .

                                                                          وقال العجلي : هشام الدستوائي بصري ، ثقة ، ثبت في الحديث ، كان أروى الناس عن ثلاثة : عن قتادة ، وحماد بن أبي سليمان ، ويحيى بن أبي كثير ، كان يقول بالقدر ولم يكن يدعو إليه .

                                                                          وقال محمد بن سعد : هشام الدستوائي ، مولى بني سدوس ، كان ثقة ثبتا في الحديث ، حجة إلا أنه يرى القدر .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي ، وأبا زرعة : من أحب إليكما من أصحاب يحيى بن أبي كثير ؟ قالا : هشام . قلت لهما : والأوزاعي ؟ قالا : بعده . وقال : سألت أبا زرعة ، قلت : في حديث يحيى بن أبي كثير من أحبهم إليك هشام الدستوائي ، أو الأوزاعي ؟ قال : هشام أحب إلي ; لأن الأوزاعي ذهبت كتبه ، وأثبت أصحاب قتادة هشام ، وسعيد . وقال : سئل أبي عن هشام الدستوائي ، وهمام أيهما أحفظ ؟ قال : هشام .

                                                                          [ ص: 222 ] وقال محمد بن سعد ، عن عبيد الله بن محمد العيشي : كان هشام الدستوائي إذا فقد السراج من بيته يتململ على فراشه ، فكانت امرأته تأتيه بالسراج ، فقالت له في ذلك فقال : إني إذا فقدت السراج ذكرت ظلمة القبر .

                                                                          وقال محمد بن الحسين البرجلاني عن شاذ بن فياض : بكى هشام الدستوائي حتى فسدت عينه ، فكانت مفتوحة ، وهو لا يكاد يبصر بها .

                                                                          قال معاذ بن هشام : مكث أبي ثمانيا وسبعين سنة .

                                                                          وقال أبو الحسن الميموني ، عن أحمد بن حنبل ، عن عبد الصمد بن عبد الوارث : مات هشام بن أبي عبد الله سنة اثنين وخمسين ومائة ، وكان بين هشام - يعني : ابن أبي عبد الله - وبين قتادة سبع سنين ، يعني في المولد .

                                                                          وقال غيره ، عن أحمد بن حنبل ، عن عبد الصمد : مات سنة إحدى وخمسين .

                                                                          وقال محمد بن سعد ، عن عبد الصمد : مات سنة اثنتين وخمسين ، وقال زيد بن الحباب : أنا دخلت عليه سنة ثلاث وخمسين ، ومات بعد ذلك بأيام .

                                                                          وقال أبو الوليد الطيالسي ، وعمرو بن علي : مات سنة أربع [ ص: 223 ] وخمسين ومائة .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية