الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          6639 - ( بخ ) : الهيثم بن الأسود النخعي المذحجي ، أبو العريان الكوفي ، وقد ذكرنا بقية نسبه في ترجمة ابنه العريان بن الهيثم .

                                                                          أدرك علي بن أبي طالب ، وقدم دمشق وسمع بها من عبد الله بن عمرو بن العاص ( بخ ) ، ومعاوية بن أبي سفيان ( بخ ) .

                                                                          روى عنه : سليمان الأعمش ، وطارق بن شهاب ، وابنه العريان بن الهيثم ( بخ ) ، وعمرو بن حريث القرشي .

                                                                          ووفد أيضا على يزيد بن معاوية ، وكان خرج مع مسلمة بن عبد الملك إلى غزو القسطنطينية فيما قيل .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة ، وقال : كان من رجال مذحج ، وكان خطيبا شاعرا ، وكان أبوه قد شهد القادسية وقتل يومئذ .

                                                                          وقال العجلي : كوفي ، تابعي ، ثقة من خيار التابعين .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          [ ص: 363 ] وقال أبو عبد الله محمد بن زياد ابن الأعرابي : قال عبد الملك بن مروان للهيثم بن الأسود : ما مالك ؟ قال : الغنى عن الناس ، والبلغة الجميلة . فقيل له : لم لم تخبره بحاجتك ؟ قال : إن أخبرته أني غني حسدني ، وإن أخبرته أني فقير حقرني ، ومن شعره :


                                                                          وأعلم علما ليس بالظن أنه إذا زال مال المرء فهو ذليل     وإن لسان المرء ما لم تكن له
                                                                          حصاة على عوراته لدليل

                                                                          وحكى سفيان بن عيينة عنه أنه قال : ألا أخبركم بجيد العنب : ما روي عموده ، واخضر عوده ، وتفرق عنقوده ، ألا أخبركم بجيد الرطب : ما رق سحاه ، وكبر لحاه ، ودق نواه ، وفي رواية : وصغر نواه ، ألا أخبركم بآية الكبر : تقارب المشي ، وسوء في النظر .

                                                                          وقال حبان بن علي العنزي ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عمرو بن حريث : دخل رجل على الهيثم بن الأسود ، فقال : كيف تجدك يا أبا العريان ؟ قال : أجدني والله قد اسود مني ما أحب أن يبيض ، وابيض مني ما أحب أن يسود ، ولان مني ما أحب أن يشتد ، واشتد مني ما أحب أن يلين ، وسأنبئك عن آيات الكبر : تقارب الخطو ، وضعف في البصر ، وقلة الطعم إذا الزاد حضر ، وقلة النوم إذا الليل اعتكر ، وكثرة النسيان فيما يذكر ، وتركي الحسناء في قبل الطهر ، والناس يبلون كما يبلى الشجر .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أنبأنا عبد الله بن دهبل بن علي بن كاره ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري ، قال : أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي ابن المهتدي بالله ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الجراح الوزير ، قال : أخبرنا أبو القاسم البغوي ، قال : حدثنا داود بن عمرو الضبي ، [ ص: 364 ] قال : حدثنا حبان بن علي ، فذكره .

                                                                          روى له البخاري في الأدب حديث عبد الله بن مضارب ، عن العريان بن الهيثم قال : وفد أبي إلى معاوية ، وأنا غلام ، فلما دخل عليه قال : مرحبا مرحبا ، ورجل قاعد معه على السرير ، قال : يا أمير المؤمنين ، من هذا الذي ترحب به ؟ قال : هذا سيد أهل المشرق ، هذا الهيثم بن الأسود .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية