الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 462 ] من اسمه وكيع

                                                                          6695 - (ع ) : وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي ، أبو [ ص: 463 ] سفيان الكوفي ، من قيس عيلان . وقد ذكرنا باقي نسبه في ترجمة أبيه . قيل : إن أصله من قرية من قرى نيسابور ، وقيل : من الصغد .

                                                                          وروي عنه أنه قال : ولدت بأبة ; قرية من قرى أصبهان .

                                                                          قال أبو داود : كان أعور .

                                                                          روى عن : أبان بن صمعة ( ق ) ، وأبان بن عبد الله البجلي ( ت ) ، وأبان بن يزيد العطار ( ت ) ، وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري ( ق ) ، وإبراهيم بن الفضل المخزومي ( ق ) ، وإبراهيم بن يزيد الخوزي ( ت ق ) ، وإدريس بن يزيد الأودي ( س ) ، وأسامة بن زيد الليثي ( م د ت ق ) ، وإسحاق بن سعيد بن عمرو القرشي ( د ) ، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق ( خ م د ت ق ) ، وإسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي ( ق ) ، وإسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر ( ق ) ، وإسماعيل بن أبي خالد ( خ م ق ) ، وإسماعيل بن رافع المدني ( ق ) ، وإسماعيل بن سلمان الأزرق ( بخ ) ، وإسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصفيراء ( ق ) ، وإسماعيل بن مسلم العبدي ( م ) ، والأسود بن شيبان ( س ق ) ، وأفلح بن حميد ( س ) ، وأيمن بن نابل المكي ( س ) ، والبختري بن المختار ( م س ) ، وبدر بن عثمان ( م فق ) ، وبشير بن المهاجر ( ق ) ، وتوبة أبي صدقة مولى أنس بن مالك ، وثابت بن عمارة الحنفي ، وأبيه الجراح بن مليح الرؤاسي ( بخ م د ت س ) ، وجرير بن حازم ( ق ) ، وجعفر بن برقان ( م د ت ) ، وحاجب بن عمر ( م ت ) ، وحريث بن أبي مطر ( خت ت ) ، والحسن بن صالح بن حي ( د ت ق ) ، وحماد بن سلمة [ ص: 464 ] ( م ق ) ، وحماد بن نجيح ( ق ) ، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي ( م ت ) ، وحوشب بن عقيل ( ق ) ، وخارجة بن مصعب الخراساني ( ق ) ، وأبي خلدة خالد بن دينار ( بخ ) ، وأبي العلاء خالد بن طهمان الخفاف ، وداود بن سوار ( د ) ، وهو وهم ، والصواب سوار بن داود ، وهو سوار أبو حمزة .

                                                                          وعن داود بن أبي عبد الله ( ت ) ، وداود بن قيس الفراء ( س ق ) ، وداود بن يزيد الأودي ( ت ق ) ، وأبي الغصن الرجين بن ثابت اليربوعي ، ودلهم بن صالح ( د ت ق ) ، والربيع بن صبيح ( ت ق ) ، وزكريا بن إسحاق المكي ( ع ) ، وزكريا بن أبي زائدة ( م 4 ) ، وزكريا بن سليم ( د ) ، وزمعة بن صالح ( مد ق ) ، وسالم المرادي ( ت ) ، وسعد بن أوس العبسي ( بخ د س ) ، وسعدان الجهني ( ق ) ، وسعيد بن بشير ( ق ) ، وسعيد بن زياد الشيباني ( د ) ، وسعيد بن السائب ( س ) ، وأبي الصباح سعيد بن سعيد التغلبي ( سي ) ، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي ( د ق ) ، وسعيد بن عبيد الطائي ( م ) ، وأبي العنبس سعيد بن كثير بن عبيد التيمي ( مد ) ، وسفيان الثوري ( ع ) ، وسفيان بن عيينة ، وسلمة بن نبيط ( خد ق ) ، وسليمان بن المغيرة ( س ق ) ، وسليمان الأعمش ( خ م د ت ق ) ، وشبيب بن شيبة ، وشريك بن عبد الله النخعي ( ت ) ، وشعبة بن الحجاج ( ع ) ، وصالح بن أبي الأخضر ( س ق ) ، وصدقة بن عبد الله السمين ، والصلت بن دينار ( ق ) ، والضحاك بن عثمان الحزامي ( س ) ، والضحاك بن يسار ، وطعمة بن عمرو الجعفري ( د ) ، وطلحة بن عمرو المكي ( ق ) ، وطلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ( م ) ، وعاصم بن محمد بن زيد [ ص: 465 ] العمري ( ق ) ، وعباد بن راشد ( ق ) ، وعباد بن منصور ( ت ) ، وعبادة بن مسلم ( د ق ) ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند ( ت ق ) ، وعبد الله بن عبد الرحمن الطائفي ( ق ) ، وعبد الله بن عمر العمري ( ت ق ) ، وعبد الله بن عمرو بن مرة ( ق ) ، وعبد الله بن عون ( م ) ، وأبي ليلى عبد الله بن ميسرة ( ق ) ، وعبد الحميد بن بهرام ( ق ) ، وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري ( م ق ) ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ( ت ) ، وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل ( تم ) ، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ( د ق ) ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ( م ) ، وعبد السلام بن شداد ، وعبد العزيز بن محمد أبي رواد ( قد ق ) ، وعبد العزيز بن سياه ( ق ) ، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ( ق ) ، وعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ( 4 ) .

                                                                          وعبد المجيد بن وهب العقيلي ( د ) ، وعبد الملك بن جريج ( م ق ) ، وعبد الملك بن مسلم بن سلام ( س ) ، وعبيد الله بن أبي حميد ، وعبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب ( ق ) ، وعبيدة بن معتب الضبي ( د ق ) ، وعثمان بن واقد العمري ( ت ) ، وعثمان الشحام ( م د ) ، وعزرة بن ثابت ( م س ) ، وعصام بن قدامة ( ق ) ، وعقبة بن التوأم ( م ) ، وعكرمة بن عمار اليمامي ( م د س ق ) ، وعلي بن صالح بن حي ( م ت س ) ، وعلي بن علي الرفاعي ( ت ق ) ، وعلي بن المبارك الهنائي ( خ م س ق ) ، وعمر بن ذر الهمداني ( خ د ت ) ، وعمرو بن عبد الله بن وهب النخعي ( بخ ) ، وأبي العنبس عمرو بن مروان النخعي ، وعمران بن حدير ( م ل ت ) ، وعمران بن زيد [ ص: 466 ] التغلبي ( ق ) ، وعيسى بن طهمان ( س ) ، وعيينة بن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني ( د ) ، والفرج بن فضالة ( ت فق ) ، والفضل بن دلهم ( مد ق ) ، وفضيل بن غزوان ( م ت س ) ، وفضيل بن مرزوق ( ت ق ) ، والقاسم بن الفضل الحداني ، وقرة بن خالد السدوسي ( م ) ، وقيس بن الربيع الأسدي ( ق ) ، وكهمس بن الحسن ( م ت س ق ) ، ومالك بن أنس ( س ق ) ، ومالك بن مغول ( م ق ) ، ومبارك بن فضالة ( ق ) ، والمثنى بن سعيد الضبعي ( ت ق ) ، والمثنى بن سعيد الطائي ، ومحمد بن ثابت العبدي ( ق ) ، ومحمد بن جابر السحيمي ( ق ) ، ومحمد بن عبد الله الشعيثي ( مد ) ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ( د ق ) ، ومحمد بن قيس الأسدي ( م ) ، ومساور الوراق ( م تم ) ، ومسرة بن معبد اللخمي ( مد ) ، ومسعر بن حبيب الجرمي ( د ) ، ومسعر بن كدام ( م د ق ) ، ومصعب بن سليم ( د س ) ، ومعاوية بن أبي مزرد ( م ) ، ومعرف بن واصل ( م ) ، ومعروف بن خربوذ ( ق ) ، والمغيرة بن أبي الحر الكندي ( ق ) ، والمغيرة بن زياد الموصلي ( د ق ) ، وأخيه مليح بن الجراح بن مليح ، وموسى بن دهقان ( خ ) ، وموسى بن عبيدة الربذي . ( ت ق ) ، وموسى بن علي بن رباح اللخمي ( م د ت ق ) ، وموسى بن عمير العنبري ، ونافع بن عمر الجمحي ( خ د ق ) ، ونصر بن علي الجهضمي الكبير ( ق ) ، والنضر بن عربي ( ت ) ، والنهاس بن قهم ( ق ) ، وأبي مكين نوح بن ربيعة ( فق ) ، وهارون بن موسى النحوي ( ت ) ، وأبي المقدام هشام بن زياد ( ق ) ، وهشام بن سعد المدني ( د ت ق ) ، وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي ( م س ق ) ، وهشام بن عروة ( ع ) ، [ ص: 467 ] وهمام بن يحيى ( ق ) ، ووبر بن أبي دليلة ( س ق ) ، والوليد بن ثعلبة البصري ، والوليد بن دينار السعدي ، والوليد بن عبد الله بن جميع ( د ) ، ويزيد بن إبراهيم التستري ( م ت س ق ) ، ويزيد بن زياد بن أبي الجعد الأشجعي ( س ) ، ويزيد بن زياد الدمشقي ( ت ) ، ويزيد بن طهمان ( د ق ) ، ويزيد بن عبد الله الشيباني ( ق ) ، ويعلى بن الحارث المحاربي ( م ) ، ويونس بن أبي إسحاق ( ت ق ) ، وأبي إسرائيل الملائي ( ق ) ، وأبي الأشهب العطاردي ( فق ) ، وأبي بكر النهشلي ، وأبي بكر الهذلي ( ق ) ، وأبي جناب الكلبي ( ت ق ) ، وأبي حمزة الثمالي ( ت ) ، وأبي خزيمة العبدي ( ق ) ، وأبي الربيع السمان ( ت ) ، وأبي سنان الشيباني الصغير ( م ق ) ، وأبي شهاب الحناط الأكبر ( س ) ، وأبي العميس المسعودي ( س ق ) ، وأبي فروة الرهاوي ( ت ) ، وأبي ليلى ( ق ) ، وأبي المليح الفارسي ( ق ) ، وأبي نعامة العدوي ( ق ) ، وأبي هلال الراسبي ( ت ق ) ، وطلحة أم غراب ( ق ) .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن سعيد الجوهري ( ق ) ، وإبراهيم بن عبد الله بن أبي الخبيري العبسي القصار الكوفي ، وهو آخر من روى عنه ، وإبراهيم بن موسى الفراء الرازي ( د ) ، وأبو عبد الرحمن أحمد بن جعفر الوكيعي الضرير الحافظ ، وأحمد بن حنبل [ ص: 468 ] ( د س ) ، وأحمد بن أبي الحواري ، وأحمد بن أبي شعيب الحراني ( د ) ، وأحمد بن أبي شعيب ، وعبد الله بن يونس ، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي ، وأبو جعفر أحمد بن عمر الوكيعي ، وأحمد بن محمد بن شبويه المروزي ( د ) ، وأحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي رجاء الثغري ( س ) ، وأحمد بن منيع البغوي ( ت ) ، وأحمد بن هشام بن بهرام المدائني ، وإسحاق بن راهويه ( خ م د س ) ، والجارود بن معاذ الترمذي ( ت ) ، وحاجب بن سليمان المنبجي ( س ) ، والحسن بن عرفة العبدي ، والحسن بن علي الحلواني ( د ) ، والحسن بن عمرو السدوسي ( د ) ، وأبو عمار الحسين بن حريث المروزي ( ت ) ، والحسين بن أبي السري العسقلاني ( ق ) ، والحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي ( د ) ، والحسين بن علي بن الأسود العجلي ( د ) ، والحسين بن عيسى البسطامي ( س ) ، وأبو عمر حفص بن عمر الدوري المقرئ ( ق ) ، وخليفة بن خياط ، وداود بن مخراق الفريابي ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ( م د ) ، وسعيد بن يحيى بن أزهر الواسطي ( م ) ، وسعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ( ت ) ، وابنه سفيان بن وكيع بن الجراح ( ت ق ) ، وأبو السائب سلم بن جنادة السوائي ( ت ) ، وسهل بن زنجلة الرازي ( ق ) ، وسهل بن صالح الأنطاكي ( د ) ، وصالح بن عبد الصمد بن أبي خداش الموصلي ، .وطاهر بن أبي أحمد الزبيري ، وعباس بن غالب الوراق البغدادي ، وعبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان المقرئ الدمشقي ، وعبد الله بن الجراح القهستاني ( د ) ، وعبد الله بن الزبير الحميري ( خ ) ، وأبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ( م ) ، وعبد الله بن المبارك ومات قبله ، وعبد الله بن محمد بن إسحاق [ ص: 469 ] الأذرمي ( عس ) ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ( م ق . ) ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ( د ) ، وعبد الله بن هاشم الطوسي ( م ) ، وعبد الجبار بن العلاء العطار ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبدة بن عبد الرحيم المروزي ( س ) ، وابنه عبيد بن وكيع بن الجراح ( س ) ، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة ( م ) ، وعلي بن حرب الطائي الموصلي ، وعلي بن خشرم المروزي ( م ) ، وعلي بن محمد بن أبي الخصيب ( ق ) ، وعلي بن محمد الطنافسي ( ق ) ، وعلي ابن المديني ، وعمرو بن عبد الله الأودي ( ق ) ، وعمرو بن عون الواسطي ( مد ) ، وعمرو بن محمد الناقدي ( م ) ، وعياش بن الوليد الرقام ( خ ) ، والقاسم بن يزيد الوراق ، وقتيبة بن سعيد ( م ت ) ، ومحمد بن أبان البلخي ( ت س ) ، مستملي وكيع يقال : بضع عشرة سنة ، ومحمد بن إسماعيل بن البختري الحساني الواسطي ( ت ق ) ، ومحمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي ( س ق ) ، ومحمد بن حاتم بن ميمون ( م ) ، وأبو بكر محمد بن خلاد الباهلي ( ق ) ، ومحمد بن رافع النيسابوري ، ومحمد بن سعيد ابن الأصبهاني ، ومحمد بن سليمان بن هشام ابن بنت مطر ( ق ) ، ومحمد بن سليمان الأنباري ( د ) ، ومحمد بن سلام البيكندي ( خ ) ، ومحمد بن الصباح الدولابي ( م ) ، ومحمد بن طريف البجلي ( ق ) ، وأبو اليسير محمد بن الطفيل الحراني ، ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي ( د س ) ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ( خ م ق ) ، ومحمد بن عبيد المحاربي ( د ) ، ومحمد بن عمر الكلابي ( د ) ، ومحمد بن عمرو بن يونس السوسي ، ومحمد بن عمرو البلخي السويقي ، وأبو كريب محمد بن العلاء ( م ت ق ) ، ومحمد بن [ ص: 470 ] قدامة الجوهري ، ومحمد بن قدامة المصيصي ، ومحمد بن مقاتل المروزي ( خ ) ، وأبو يحيى محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم الثقفي المروزي القصري ( س ) ، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ( م ت ) ، وأبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي ، وأبو شعيب محمد بن يزيد الواسطي الصغير ، ومحمد بن يوسف البيكندي ( بخ ) ، ومحمود بن غيلان المروزي ( ت س ) ، ومسدد بن مسرهد ( د ) ، ومسعود بن جويرية الموصلي ( س ) ، وابنه مليح بن وكيع بن الجراح ، ونصر بن علي الجهضمي الصغير ( م ) ، وهارون بن عباد الأزدي ( د ) ، وهشام بن عمار الدمشقي ، وهناد بن السري ، والهيثم بن خالد الجهني ( د ) ، وواصل بن عبد الأعلى الأسدي ، ووهب بن بقية الواسطي ، ويحيى بن آدم ، ويحيى بن جعفر البيكندي ( بخ ) ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني ، ويحيى بن معين ، ويحيى بن موسى البلخي ( خ د ) ، ويحيى بن يحيى النيسابوري ( م ) ، ويزيد بن هارون ، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ، ويوسف بن عيسى المروزي ( ت ) ، ويوسف بن موسى القطان الرازي .

                                                                          قال أبو الأحوص محمد بن الهيثم قاضي عكبرا ، عن القعنبي : كنا عند حماد بن زيد ، فجاءه وكيع ، فلما قام من عنده ، قالوا لحماد : يا أبا إسماعيل ، هذا راوية سفيان ، فقال حماد : لو شئت قلت : هذا أرجح من سفيان .

                                                                          [ ص: 471 ] وقال أبو بكر المروذي : قلت ، يعني لأحمد بن حنبل : من أصحاب الثوري ؟ قال : يحيى ، ووكيع ، وعبد الرحمن ، وأبو نعيم . قلت : قدمت وكيعا على عبد الرحمن ؟ قال : وكيع شيخ .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : ما رأيت أوعى للعلم من وكيع ، ولا أحفظ من وكيع ، ما رأيت وكيعا شك في حديث إلا يوما واحدا ، ولا رأيت مع وكيع كتابا ولا رقعت قط .

                                                                          وقال في موضع آخر : سمعت أبي يقول : كان وكيع مطبوع الحفظ ، كان وكيع حافظا حافظا ، وكان وكيع أحفظ من عبد الرحمن بن مهدي كثيرا كثيرا .

                                                                          وقال في موضع آخر : سمعت أبي يقول : ابن مهدي أكثر تصحيفا من وكيع ، ووكيع أكثر خطأ من ابن مهدي ، ووكيع قليل التصحيف .

                                                                          وقال في موضع آخر : سمعت أبي يقول : أخطأ وكيع في خمس مائة حديث .

                                                                          وقال صالح بن أحمد بن حنبل : قلت لأبي : أيما أثبت عندك وكيع بن الجراح أو يزيد ؟ قال : ما منهما بحمد الله إلا ثبت . قلت فأيهما أصلح عندك في الأبدان ؟ قال : ما منهما بحمد الله إلا صالح إلا أن وكيعا لم يتلطخ بالسلطان ، وما رأيت أحدا أوعى [ ص: 472 ] للعلم ولا أشبه بأهل النسك من وكيع .

                                                                          وقال عباس الدوري : ذاكرت أحمد بن حنبل بحديث من حديث شعبة ، فقال لي : من حدثك بهذا ؟ فقلت : شبابة بن سوار . قال : لكن حدثني من لم تر عيناك مثله وكيع بن الجراح .

                                                                          وقال علي بن عثمان النفيلي ، قلت لأحمد بن حنبل : إن أبا قتادة يتكلم في وكيع بن الجراح ، وعيسى بن يونس ، وابن المبارك ، فقال : من كذب أهل الصدق فهو الكذاب .

                                                                          وقال محمد بن عامر المصيصي : سألت أحمد بن حنبل : وكيع أحب إليك أو يحيى بن سعيد ؟ فقال : وكيع أحب إلي . فقلت له : كيف فضلت وكيعا على يحيى بن سعيد ، ويحيى بن سعيد ومكانه من العلم والحفظ والإتقان ما قد علمت ؟ فقال : وكيع كان صديقا لحفص بن غياث ، فلما ولي القضاء حفص بن غياث هجره وكيع ولم يكلمه بعد ذلك ، وأن يحيى بن سعيد كان صديقا لمعاذ بن معاذ ، فلما تولى القضاء معاذ بن معاذ لم يهجره يحيى بن سعيد .

                                                                          وقال محمد بن علي الوراق : سألت أحمد بن حنبل ، فقلت : أيما أحب إليك وكيع بن الجراح أو عبد الرحمن بن مهدي ؟ قال : أما وكيع فصديقه حفص بن غياث ، لما ولي القضاء ما كلمه وكيع حتى مات ، وأما عبد الرحمن فصديقه معاذ بن معاذ لما ولي القضاء ما زال عبد الرحمن صديقه حتى مات ، وقد عرض [ ص: 473 ] على وكيع القضاء فامتنع منه .

                                                                          وقال بشر بن موسى الأسدي : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما رأيت رجلا قط مثل وكيع في العلم والحفظ والإسناد والأبواب ، مع خشوع وورع .

                                                                          وقال إبراهيم بن إسحاق الحربي : سمعت أحمد بن حنبل ذكر يوما وكيعا ، فقال : ما رأت عيناي مثله قط ، يحفظ الحديث جيدا ، ويذاكر بالفقه فيحسن ، مع ورع واجتهاد ، ولا يتكلم في أحد .

                                                                          وقال عبد الصمد بن سليمان البلخي : سألت أحمد بن حنبل ، عن يحيى بن سعيد ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ووكيع بن الجراح ، والفضل بن دكين ، فقال : ما رأيت أحدا أحفظ من وكيع ، وكفاك بعبد الرحمن بن مهدي معرفة وإتقانا ، وما رأيت رجلا أوزن بقوم من غير محاباة ولا أشد تثبتا في أمور الرجال من يحيى بن سعيد ، وأبو نعيم أقل الأربعة خطأ ، وهو عندي صدوق ثقة بموضع الحجة في الحديث .

                                                                          وقال أحمد بن سهل بن بحر النيسابوري : دخلت على أحمد بن حنبل بعد المحنة فسمعته يقول : كان وكيع بن الجراح إمام المسلمين في وقته .

                                                                          وقال أحمد بن الحسن الترمذي : سئل أحمد بن حنبل عن وكيع ، وعبد الرحمن بن مهدي ، فقال : وكيع أكبر في القلب ، وعبد الرحمن إمام .

                                                                          وقال حنبل بن إسحاق : قال أبو عبد الله : ما رأيت بالبصرة مثل يحيى بن سعيد ، وبعده عبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الرحمن أفقه [ ص: 474 ] الرجلين . قيل له : فوكيع وأبو نعيم ؟ قال : أبو نعيم أعلم بالشيوخ وأساميهم وبالرجال ، ووكيع أفقه ، وعبد الله بن إدريس في ورعه وفضله والمسند .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان الفارسي : سئل أحمد بن حنبل إذا اختلف وكيع وعبد الرحمن بقول من نأخذ ؟ فقال عبد الرحمن : نوافق أكثر وخاصة في سفيان كان معنيا بحديث سفيان ، وعبد الرحمن يسلم عليه السلف ، ويجتنب شرب المسكر ، وكان لا يرى أن يزرع في أرض الفرات .

                                                                          وقال تميم بن محمد الطوسي : سمعت أحمد بن حنبل يقول : عليكم بمصنفات وكيع .

                                                                          وقال أبو حاتم الرازي : أشهد على أحمد بن حنبل أنه قال : الثبت عندنا بالعراق وكيع بن الجراح ، ويحيى بن سعيد ، وعبد الرحمن بن مهدي .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي ، وأحمد بن أبي الحواري : سمعت أحمد بن حنبل يقول : الثبت بالعراق يحيى ، وعبد الرحمن ، ووكيع . قال : فذكرت ذلك ليحيى بن معين فقال : الثبت بالعراق وكيع .

                                                                          وقال أبو حاتم أيضا ، عن أحمد بن أبي الحواري ، عن يحيى بن معين : وكيع عندنا ثبت .

                                                                          وقال علي بن الحسين بن حبان ، عن أبيه : سمعت يحيى بن معين يقول : ما رأيت أفضل من وكيع ، قيل له : ولا ابن المبارك ؟ قال : قد كان لابن المبارك فضل ولكن ما رأيت أفضل [ ص: 475 ] من وكيع ، كان يستقبل القبلة ويحفظ حديثه ، ويقوم الليل ، ويسرد الصوم ، ويفتي بقول أبي حنيفة ، وكان قد سمع منه شيئا كثيرا ، قال : وكان يحيى بن سعيد القطان يفتي بقوله أيضا .

                                                                          وقال الهيثم بن خلف الدوري ، عن محمد بن نعيم البلخي : سمعت يحيى بن معين يقول : والله ، ما رأيت أحدا يحدث لله غير وكيع ، وما رأيت رجلا قط أحفظ من وكيع ، ووكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه .

                                                                          وقال أبو داود سليمان بن معبد السنجي : سمعت يحيى بن معين يقول : ما رأيت رجلا يحدث لله إلا وكيع ، والقعنبي .

                                                                          وقال عباس بن محمد الدوري : سمعت يحيى بن معين يقول : رأيت من يحدث لله ستة أو سبعة يحدثون ديانة : ابن المبارك ، وحسين الجعفي ، ووكيع بن الجراح ، وسعيد بن عامر الضبعي ، وأبو داود الحفري ، والقعنبي ، كان هؤلاء يحدثون لله .

                                                                          وقال عباس في موضع آخر : سئل يحيى بن معين عن وكيع ، وابن أبي زائدة ، فقال : وكيع أثبت من ابن أبي زائدة .

                                                                          وقال في موضع آخر : سمعت يحيى يقول : وكيع أثبت من عبد الرحمن في سفيان .

                                                                          قال وكيع : ما كتبت عن سفيان حديثا قط ، إنما كنت آخذها ، يعني : أتحفظها .

                                                                          وقال في موضع آخر : سألت يحيى ، قلت : حديث الأعمش إذا اختلف وكيع ، وأبو معاوية ، فالقول قول من ؟ قال : يكون موقوفا حتى يجيء من يتابع أحدهما . قلت : فحفص ، ووكيع في حديث الأعمش ؟ قال : ومن يحدث عن حفص ؟ فقلت : ابنه ، فكأن يحيى [ ص: 476 ] لم يقنع بهذا ، ورأيت يحيى يميل إلى وكيع ميلا شديدا ، وقال : إنما كانت الرحلة إلى وكيع في زمانه .

                                                                          وقال صالح بن محمد الأسدي الحافظ : سمعت يحيى بن معين قال : ما رأيت أحدا أحفظ من وكيع ، فقال له رجل : ولا هشيم ؟ فقال : وأين يقع حديث هشيم من حديث وكيع ؟ فقال له الرجل : فإني سمعت علي ابن المديني يقول : ما رأيت أحدا أحفظ من يزيد بن هارون . فقال : كان يزيد بن هارون يتحفظ من كتاب كانت له جارية تحفظه من كتاب .

                                                                          وقال عثمان بن سعيد الدارمي : قلت ليحيى بن معين : أبو معاوية أحب إليك - يعني في الأعمش - أم وكيع ؟ فقال : أبو معاوية أعلم به ، ووكيع ثقة .

                                                                          وقال في موضع آخر : قلت : فعبد الرحمن أحب إليك - يعني في سفيان - أو وكيع ؟ فقال : وكيع . قلت : فوكيع أحب إليك أو أبو نعيم ؟ فقال : وكيع . قلت : فابن المبارك أعجب إليك أو وكيع ؟ فلم يفضل .

                                                                          وقال أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ ، عن عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة : سمعت يحيى بن معين ، وذكر وكيعا فقال : ثقات الناس - أو أصحاب الحديث - أربعة : وكيع ، ويعلى بن عبيد ، والقعنبي ، وأحمد بن حنبل .

                                                                          وقال حنبل بن إسحاق : سمعت يحيى بن معين قال : رأيت عند مروان بن معاوية لوحا فيه أسماء شيوخ : فلان رافضي ، وفلان كذا ، وفلان كذا ، ووكيع رافضي . قال يحيى : فقلت له : وكيع خير منك . قال : مني ؟ قلت : نعم . قال : فما قال لي شيئا ، ولو قال [ ص: 477 ] لي شيئا لوثب أصحاب الحديث عليه . قال : فبلغ ذلك وكيعا ، فقال : يحيى صاحبنا . قال : فكان بعد ذلك يعرف لي ويوجب .

                                                                          وقال أبو يحيى الناقد ، عن محمد بن خلف التيمي : سمعت وكيعا يقول : أتيت الأعمش ، فقلت : حدثني . فقال لي : ما اسمك ؟ فقلت : وكيع . قال : اسم نبيل ، ما أحسب إلا سيكون لك نبأ .

                                                                          وقال محمود بن غيلان ، عن وكيع : اختلفت إلى الأعمش سنتين .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود : قال ابن جريج لوكيع : باكرت العلم ، وكان لوكيع ثمان عشرة سنة .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي : سمعت قاسما الجرمي ، قال : كان سفيان يدعو وكيعا وهو غلام ، فيقول : يا رؤاسي ، تعال ، أي شيء سمعت ؟ فيقول : حدثني فلان كذا . قال : وسفيان يبتسم ، ويتعجب من حفظه .

                                                                          قال ابن عمار : ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث منه ، كان وكيع جهبذا .

                                                                          قال ابن عمار : وسمعت وكيعا يقول : ما نظرت في كتاب منذ خمس عشرة إلا في صحيفة يوما ، فنظرت في طرف منه ، ثم أعدته مكانه .

                                                                          قال ابن عمار : قلت لوكيع : عدوا عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها . قال : حدثتهم بعبادان بنحو من ألف وخمس مائة حديث ، وأربعة أحاديث ليس بكثير في ألف وخمس مائة حديث .

                                                                          [ ص: 478 ] وقال معاذ بن المثنى ، عن الأخنسي : سمعت يحيى بن يمان يقول : نظر سفيان إلى عيني وكيع بن الجراح فقال : ترون هذا الرؤاسي ، لا يموت حتى يكون له شأن .

                                                                          وقال أحمد بن يوسف التغلبي ، عن الأخنسي : سمعت يحيى بن يمان يقول : مات سفيان الثوري ، وجلس وكيع بن الجراح في موضعه .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي داود : حدثني أبي عن شيخ ذكره قال : سمعت عيسى بن يونس قال : خرجت من الكوفة وما بها أحد أروى عن إسماعيل بن أبي خالد مني ، إلا غليم من بني رؤاس يقال له : وكيع .

                                                                          وقال إبراهيم الحربي : حدث وكيع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة .

                                                                          وقال أحمد بن أبي الحواري : قلت لأبي بكر بن عياش : حدثنا . قال : قد كبرنا ونسينا الحديث ، اذهب إلى وكيع في بني رؤاس .

                                                                          وقال قتيبة بن سعيد : ألحوا يوما على أبي بكر بن عياش فقال : ما تريدون عليكم بهذا الغلام الذي في بني رؤاس ; عنى به وكيعا .

                                                                          وقال الشاذكوني ، عن أبي نعيم : قال لنا يوما ونحن عنده : ما دام هذا الثبت - يعني : وكيعا - حيا ما يفلح أحد معه . قال : وكانت الرحلة يومئذ إلى وكيع ، وهو ابن ست وخمسين سنة .

                                                                          وقال ابن عمار الموصلي : سمعت أبا نعيم يقول : لا نفلح [ ص: 479 ] ما دام هذا الرؤاسي يحيا ، يعني : وكيعا .

                                                                          وقال أحمد بن سيار المروزي ، عن صالح بن سفيان : لما قدم وكيع مكة انجفل الناس إليه ، وحج تلك السنة غير واحد من العلماء ، وكان ممن قدم عبد الرزاق ، قال : فخرج ونظر إلى مجلسه فلم ير أحدا . قال : فاغتم لأجل ذلك ، وجعل يدخل ويخرج حتى رأى رجلا ، فقال : ما للناس ؟ قال : قدم وكيع بن الجراح . قال : فحمد الله ، وقال : ظننت أنهم تركوا حديثي . قال : وأما أبو أسامة فخرج فلم ير أحدا ، فقال : أين الناس ؟ فقالوا : قدم أبو سفيان . فقال : هذا التنين لا يقع في مكان إلا أحرق ما حوله .

                                                                          وقال الحسن بن الليث الرازي : سمعت أبا هشام الرفاعي ، قال : دخلت مسجد الحرام ، فإذا رجل جالس يحدث والناس مجتمعون عليه كثير ، قال : فاطلعت فإذا عبيد الله بن موسى ، فقلت : يا أبا محمد ، كثر الزبون ، كثر الزبون . قال : فدخلت الطواف ، فطفت أسبوعا واحدا ، قال : فخرجت فإذا عبيد الله وحده قاعدا ، وإذا رجل خلف أسطوانة الحمراء قاعدا يحدث وقد اجتمع عليه زحام مثل ما على عبيد الله وزيادة ، فاطلعت فنظرت ، فإذا وكيع بن الجراح ، فقلت لعبيد الله : ما فعل الناس أين زبونك ؟ قال : قدم التنين فأخذهم ، قدم وكيع بن الجراح ، تركوني وحدي .

                                                                          وقال نوح بن حبيب القومسي ، عن عبد الرزاق : رأيت الثوري ، وابن عيينة ، ومعمرا ، ومالكا ، ورأيت ورأيت ، فما رأت [ ص: 480 ] عيناي قط مثل وكيع .

                                                                          وقال الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي ، عن أبيه : كنا بعبادان ، فقال لي حماد بن مسعدة : أحب أن تجيء معي إلى وكيع . فذهبت معه ، فأتينا وكيعا ، فوافقناه يصلي ، فلما جئناه انفتل ، فقلت له : يا أبا سفيان ، هذا شيخنا أبو سعيد حماد بن مسعدة ، فسلم عليه ، وتحدثنا ثم انصرفنا من عنده ، فقال لي حماد بن مسعدة حين خرجنا من عنده : يا أبا معاوية ، قد رأيت الثوري ، فما كان مثل هذا .

                                                                          وقال علي بن خشرم : رأيت وكيعا ، وما رأيت بيده كتابا قط إنما هو حفظ ، فسألته عن أدوية الحفظ ، فقال : إن علمتك الدواء استعملته ؟ قلت : إي والله . قال : ترك المعاصي ، ما جربت مثله للحفظ .

                                                                          وقال هارون بن عبد الله الحمال : ما رأيت أخشع من وكيع ، وكان عبد المجيد أخشع منه ، يعني عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد .

                                                                          وقال أحمد بن أبي الحواري ، عن مروان بن محمد : ما رأيت فيمن لقيت أخشع من وكيع ، وما وصف لي أحد قط إلا رأيته دون الصفة إلا وكيع ، فإني رأيته فوق ما وصف لي .

                                                                          وقال ابن عمار الموصلي أيضا : أخبرت عن شريك أن رجلا قدم إليه رجلا ، فادعى عليه مائة ألف دينار ، قال : فأقر به . قال : فقال شريك : أما إنه لو أنكر لم أقبل عليه شهادة أحد بالكوفة إلا شهادة وكيع بن الجراح ، وعبد الله بن نمير .

                                                                          وقال قتيبة بن سعيد : سمعت جريرا يقول : جاءني ابن [ ص: 481 ] المبارك ، فقلت له : يا أبا عبد الرحمن ، من رجل الكوفة اليوم ؟ فسكت عني ثم قال لي : رجل المصرين ، يعني : وكيعا .

                                                                          وقال محمد بن نعيم البلخي ، عن مليح بن وكيع بن الجراح : سمعت جريرا الرازي يقول : قدم ابن المبارك فقلت له : يا أبا عبد الرحمن ، من خلفت بالعراق ؟ قال : وكيع . قلت : ثم من ؟ قال : وكيع .

                                                                          وقال إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ، عن جده : سمعت يحيى بن أكثم القاضي يقول : صحبت وكيعا في الحضر والسفر ، فكان يصوم الدهر ، ويختم القرآن كل ليلة .

                                                                          وقال محمد بن غالب بن حرب ، عن يحيى بن أيوب المقابري : حدثني بعض أصحاب وكيع الذين كانوا يلزمونه قال : كان لا ينام - يعني : وكيعا - حتى يقرأ جزءه في كل ليلة ثلث القرآن ، ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصل ، ثم يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر فيصلي الركعتين .

                                                                          وقال أبو سعيد الأشج ، عن إبراهيم بن وكيع بن الجراح : كان أبي يصلي الليل فلا يبقى في دارنا أحد إلا صلى حتى إن جارية لنا سوداء لتصلي .

                                                                          وقال محمد بن غالب أيضا ، عن يحيى بن أيوب : حدثني رجل من أهل بيت وكيع قال : أورثت وكيعا أمه مائة ألف ، قال : وما قاسم وكيع ميراثا قط .

                                                                          قال يحيى بن أيوب : وأخبرني معاوية الهمداني قال : قلت : أيش صنعتم ؟ قال : كما كنا نصنع في الميراث . قال : وكان يؤتى بطعامه ولباسه ، ولا يسأل عن شيء ، ولا يطلب شيئا ، وكان [ ص: 482 ] لا يستعين بأحد ، ولا على وضوء ، كان إذا أراد ذلك قام هو .

                                                                          وقال أبو السائب سلم بن جنادة : جالست وكيع بن الجراح سبع سنين فما رأيته بزق ، ولا رأيته مس - والله - حصاة بيده ، ولا رأيته جلس مجلسه فتحرك ، وما رأيته إلا مستقبل القبلة ، وما رأيته يحلف بالله .

                                                                          وقال سعيد بن منصور : قدم وكيع مكة حاجا ، فرآه الفضيل بن عياض ، وكان وكيع سمينا ، فقال الفضيل : ما هذا السمن وأنت راهب العراق ؟ فقال له وكيع : هذا من فرحي بالإسلام ، فأفحمه .

                                                                          وقال داود بن رشيد ، عن إبراهيم بن شماس السمرقندي : لو تمنيت كنت أتمنى عقل ابن المبارك وورعه ، وزهد ابن فضيل ورقته ، وعبادة وكيع وحفظه ، وخشوع عيسى بن يونس ، وصبر حسين الجعفي ; صبر ولم يتزوج ولم يدخل في شيء من أمر الدنيا .

                                                                          وقال طاهر بن محمد المصيصي : سمعت وكيعا يقول : لو علمت أن الصلاة أفضل من الحديث ما حدثتكم .

                                                                          وقال علي بن الحسين بن الجنيد الرازي ، عن محمد بن عبد الله بن نمير : وكيع أعلم بالحديث من ابن إدريس ، ولكن ليس مثل ابن إدريس ، وكانوا إذا رأوا وكيعا سكتوا ، يعني : في الحفظ والإجلال ، وسمع وكيع من سعيد بن أبي عروبة بأخرة .

                                                                          وقال محمد بن سعد : كان ثقة ، مأمونا ، عاليا ، رفيعا ، كثير الحديث ، حجة .

                                                                          وقال العجلي : كوفي ، ثقة ، عابد ، صالح ، أديب ، من حفاظ الحديث ، وكان يفتي .

                                                                          [ ص: 483 ] وقال أحمد بن محمد بن شبويه : قال سفيان بن عبد الملك ، وكان أحفظ أصحاب ابن المبارك : كان وكيع أحفظ من ابن المبارك .

                                                                          وقال محمد بن نعيم البلخي أيضا ، عن مليح بن وكيع بن الجراح : لما نزل بأبي الموت أخرج إلي يديه ، فقال : يا بني ، ترى يدي ما ضربت بهما شيئا قط . قال مليح : وحدثني داود بن يحيى بن يمان قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم ، فقلت : يا رسول الله ، من الأبدال ؟ قال : الذين لا يضربون بأيديهم شيئا ، وإن وكيع بن الجراح منهم .

                                                                          وقال محمد بن عبد الوهاب العبدي النيسابوري سمعت علي بن عثام يقول : مرض وكيع بن الجراح ، فدخلنا عليه نعوده فقال : إن سفيان الثوري أتاني فبشرني بجواره ، فأنا مبادر إليه .

                                                                          ومناقبه وفضائله كثيرة جدا .

                                                                          قال يعقوب بن سفيان الفارسي ، عن محمد بن فضيل البزاز : ولد سنة سبع وعشرين ومائة .

                                                                          وقال هارون بن حاتم : سمعت وكيعا يقول : ولدت سنة ثمان وعشرين ومائة .

                                                                          وكذلك قال خليفة بن خياط في تأريخ مولده .

                                                                          وقال أحمد بن حنبل : ولد سنة تسع وعشرين ومائة .

                                                                          وقال أبو نعيم : ولدت سنة ثلاثين ومائة ، وولد وكيع قبلي بسنة . وفي رواية : بأشهر .

                                                                          وقال محمد بن فضيل البزاز ، وخليفة بن خياط ، ومحمد بن حسان الأزرق ، وأبو زرعة الدمشقي : مات سنة ست وتسعين ومائة .

                                                                          [ ص: 484 ] وقال أبو بكر الأثرم ، عن أحمد بن حنبل : حج وكيع سنة ست وتسعين ومائة ، ومات في الطريق .

                                                                          وكذلك قال الغلابي عن أبيه .

                                                                          وقال علي ابن المديني ، ومحمد بن سعد ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وأبو هشام الرفاعي ، وآخرون : مات سنة سبع وتسعين ومائة .

                                                                          زاد محمد بن سعد : بفيد ، منصرفا من الحج .

                                                                          وزاد أبو هشام : يوم عاشوراء .

                                                                          وقال أبو موسى محمد بن المثنى : مات سنة ثمان وتسعين ومائة بفيد ، في طريق مكة .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر الخطيب : حدث عنه سفيان الثوري ، وإبراهيم بن عبد الله القصار ، وبين وفاتيهما مائة وثماني عشرة سنة .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية