الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          6490 - نوح بن دراج النخعي ، مولاهم ، أبو محمد الكوفي القاضي .

                                                                          روى عن : إسماعيل بن أبي خالد ، وزفر بن الهذيل ، وسعد بن طريف ، وسليمان الأعمش ، وعبد الله بن شبرمة ، وفطر بن خليفة ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، ومسلم الملائي ، وأبي حنيفة النعمان بن ثابت ، وهشام بن عروة .

                                                                          روى عنه : إسماعيل بن موسى الفزاري السدي ، والحسن [ ص: 44 ] ابن عمر بن شقيق البلخي ، وسعيد بن منصور ، وأبو نعيم ضرار بن صرد ، وعثمان بن أبي شيبة ، وعلي بن حجر السعدي ، ومحمد بن الصباح الجرجرائي ، واليسع بن سعدان .



                                                                          قال العجلي : ضعيف الحديث ، وكان له فقه ، وكان أبوه بقالا بالكوفة ، وكان نوح ولي القضاء بالكوفة .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : كذاب ، خبيث ، قضى سنتين وهو أعمى .



                                                                          وقال أيضا : سئل يحيى عن نوح بن دراج ، فقال : لم يكن يدري ما الحديث ولا يحسن شيئا ، كان عنده حديث غريب عن ابن شبرمة ، عن الشعبي في المحرم يضطر إلى الميتة أو إلى الصيد ، ليس يرويه أحد غيره ، ولم يكن ثقة ، وكان أسد بن عمرو أوثق منه ، وكان لنوح كاتب فأخذ حنطة الصدقة ، فذهب فطرحها في السفينة ، فلحقوه ، فأخذوها منه ، وكان يقضي وهو أعمى ثلاث سنين ، وكان لا يخبر الناس أنه أعمى من خبثه .

                                                                          وقال عبد الله بن علي ابن المديني : سمعت أبي يقول : [ ص: 45 ] نوح بن الدراج ، وأسد بن عمرو ، وعلي بن غراب طبقة ، لم يكونوا في الحديث بذاك ، وضعفهم .

                                                                          وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : زائغ .

                                                                          وقال أبو زرعة : كان قاضي الكوفة ، وأرجو أن لا يكون به بأس .

                                                                          وقال أبو حاتم : ليس بقوي ، وليس أرى أحاديثه في أيدي الناس ، فيعتبر بحديثه ، أمسك الناس عن رواية حديثه .

                                                                          وقال البخاري : ليس بذاك .

                                                                          وقال النسائي : ضعيف ، متروك الحديث .

                                                                          وقال زكريا بن يحيى الساجي : كان قاضيا بالكوفة ، وكان صاحب رأي ممن أخذ عن أبي حنيفة ، حدث عن محمد بن إسحاق بأحاديث لم يتابع عليها ، ليس هو عندهم بشيء .

                                                                          وقال أبو حاتم بن حبان : كان يروي الموضوعات عن الثقات حتى ربما يسبق إلى القلب أنه كان يتعمد ذلك من كثرة ما يأتي به .

                                                                          [ ص: 46 ] وقال الدارقطني : ضعيف .

                                                                          وقال جعفر بن محمد الفريابي : وسألته ، يعني : محمد بن عبد الله بن نمير ، عن نوح بن دراج ، فقال : ثقة .

                                                                          وقال عمر بن شبة النميري : حكم ابن أبي ليلى بحكم ونوح بن دراج حاضر ، فنبهه نوح ، فانتبه ، ورجع عن حكمه ذلك ، فقال ابن شبرمة :


                                                                          كادت تزل به من حالق قدم لولا تداركها نوح بن دراج     لما رأى هفوة القاضي أخرجها
                                                                          من معدن الحكم نوح أي إخراج



                                                                          قال الحافظ أبو بكر الخطيب : ويقال : إن الحاكم كان ابن شبرمة لا ابن أبي ليلى ، وأن رجلا ادعى قراحا فيه نخل وأتاه بشهود شهدوا له بذلك ، فسألهم ابن شبرمة : كم في القراح نخلة ؟ فقالوا : لا نعلم . فرد شهادتهم ، فقال له نوح : أنت تقضي في هذا المسجد منذ ثلاثين سنة ولا تعلم كم فيه أسطوانة ؟ فقال للمدعي : اردد علي شهودك وقضى له بالقراح ، وقال : هذا الشعر .

                                                                          [ ص: 47 ]

                                                                          وقال العجلي أيضا : حكم ابن شبرمة بحكم فرده نوح ، وكان من أصحابه ، فرجع إلى قوله ، فقال ابن شبرمة :


                                                                          كادت تزل به من حالق قدم     لولا تداركها نوح بن دراج

                                                                          قال : وكان شريك بن عبد الله إذا قيل له في ولده قال : من أدب نوحا ؟ دراج أدب نوحا ؟

                                                                          وقال أبو العيناء محمد بن القاسم بن خلاد : كان لشريك بنون كثير فيهم رهق ، فقال له وكيع بن الجراح : لو أدبتهم ، فقال : أدراج أدب نوحا ؟ وكان دراج حائكا من النبط ، له بنون أربعة كلهم ولي القضاء ، وكان نوح بن دراج قاضي الكوفة ، فقال الشاعر :


                                                                          إن القيامة فيما أحسب اقتربت     إذ صار قاضينا نوح بن دراج




                                                                          وقال الحسن بن علي العدوي ، عن الحسن بن علي بن راشد : قيل لشريك بن عبد الله : قد تقلد نوح بن دراج القضاء . فقال : ذهب العرب الذين كانوا إذا غضبوا كفروا .

                                                                          وقال الساجي أيضا : حدثني محمد بن خلف التيمي ، قال : حدثنا محمد بن بسطام التيمي ، قال : كنت أختلف أنا والحسن اللؤلؤي إلى زفر بن الهذيل ، فرأى اللؤلؤي رؤيا كأنه على فرس هاد ، ثم صار [ ص: 48 ] على حمار قبيح المنظر ، فعبرناها على رجل ، فقال : تلزمان رجلا فقيها نبيلا يموت عن قليل ، وتلزمان بعده رجلا دنيا ، فمات زفر فلزمنا نوح بن دراج بعده ، فقال لي اللؤلؤي : ما كان أسرع صحة الرؤيا .

                                                                          قال البخاري ، عن عبد الرحمن بن شيبة : مات نوح بن دراج سنة ثنتين وثمانين ومائة .

                                                                          وكذلك قال أبو حسان الزيادي ، وزاد : وهو قاضي الجانب الشرقي ببغداد .

                                                                          روى ابن ماجه في " التفسير " عن هارون بن حيان ، عن الحسن بن يوسف ، عن القاسم بن سليم ، عن نوح ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي في تفسير المقاليد ، فلا أدري هو نوح بن دراج ، أو نوح بن أبي مريم ، أو آخر ثالث .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية