الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          6501 - ( د ) : نوفل بن مساحق بن عبد الله الأكبر بن مخرمة [ ص: 68 ] ابن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري ، أبو سعد ، ويقال : أبو سعيد ، ويقال : أبو مساحق ، والد عبد الملك بن نوفل ، وكان جده عبد الله بن مخرمة من المهاجرين الأولين .

                                                                          روى عن : سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ( د ) ، وعثمان بن حنيف ، وعمر بن الخطاب ، وأبيه مساحق بن عبد الله ، وأم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                          روى عنه : سالم أبو النضر ، وصالح بن كيسان ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي ( د ) ، وابنه عبد الملك بن نوفل بن مساحق ، وعمر بن عبد العزيز ، ومنذر بن الجهم الأسلمي .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة ، وقال : ولي القضاء بالمدينة .

                                                                          وقال النسائي : ثقة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          وقال الزبير بن بكار : أمه مريم بنت مطيع بن الأسود ، وهو أحد الأربعة من قريش أبناء العدويات الذين قدم الوليد بن [ ص: 69 ] عبد الملك المدينة وهو خليفة فوضع أربعة كراسي وأجلسهم عليها ، أخبرني ذلك مصعب بن عثمان ، وحدثني عمي مصعب بن عبد الله ، قال : كان نوفل بن مساحق من أشراف قريش ، وكانت له ناحية من الوليد بن عبد الملك بن مروان ، وكان الوليد يعجبه الحمام يتخذ له ويطيره ، فأدخل نوفل بن مساحق عليه وهو عند الحمام ، فقال له الوليد : إني خصصتك بهذا المدخل لأنسي بك . فقال : يا أمير المؤمنين ، إنك والله ما خصصتني ولكن خسستني ، إنما هذه عورة ، وليس مثلي يدخل على مثل هذا . فغضب عليه وسيره إلى المدينة ، فكان على المساعي ، فأخذه بعض الأمراء بالحساب ، فقال : أين الغنم ؟ فقال : أكلناها بالخبز ، قال : فأين الإبل ؟ قال : حملنا عليها الرجال . وكان لا يرفع إلى الأمراء من المساعي شيئا يقسمها ويطعمها ، وكان ابنه من بعده سعد بن نوفل يسعى أيضا على الصدقات .

                                                                          قال ابن حبان : مات في إمارة عبد الملك بن مروان سنة أربع وسبعين .

                                                                          وفيما قاله نظر .

                                                                          روى له أبو داود حديثا واحدا ، وقد وقع لنا عاليا جدا .

                                                                          أخبرنا به أبو إسحاق ابن الدرجي ، وأحمد بن شيبان ، قالا : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : [ ص: 70 ] أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الله ، قال : حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ، قال : أخبرنا شعيب بن أبي حمزة ، قال : حدثني عبد الله بن أبي حسين ، قال : حدثنا نوفل بن مساحق ، عن سعيد بن زيد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق " .

                                                                          رواه عن محمد بن عوف ، عن أبي اليمان ، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين .

                                                                          ورواه أحمد بن حنبل ، عن أبي اليمان ، فوافقناه فيه بعلو .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية