الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          6586 - (خ 4 ) : هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة بن أبان السلمي ، ويقال : الظفري ، أبو الوليد الدمشقي ، خطيب المسجد الجامع بها .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن أعين ( ق ) ، وإسماعيل بن عياش ( ق ) ، وأيوب بن تميم القارئ ، وأيوب بن سويد الرملي ، والبختري بن عبيد الطابخي ( ق ) ، وبقية بن الوليد ( ق ) ، والجراح بن مليح [ ص: 243 ] البهراني ( ق ) ، وحاتم بن إسماعيل المدني ( د ق ) ، وحرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهني ، والحسن بن يحيى الخشني ( ق ) ، وحفص بن سليمان القارئ ( ق ) ، وحفص بن عمر البزاز ( ق ) ، والحكم بن هشام الثقفي ( ق ) ، وحماد بن عبد الرحمن الكلبي ( ق ) ، وحماد أبي الخطاب الدمشقي ( ق ) ، والخليل بن موسى البصري ، والربيع بن بدر السعدي ( ق ) ، ورديح بن عطية ( بخ ) ، ورفدة بن قضاعة ( ق ) ، وزكريا بن منظور القرظي ( ق ) ، وسبرة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهني ، وسعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري ( ق ) ، وسعدان بن يحيى اللخمي ( ق ) ، وسعيد بن الفضل بن ثابت البصري ، وسفيان بن عيينة ( ق ) ، وسليم بن مطير ( د ) ، وسليمان بن عتبة ( ق ) ، وسليمان بن موسى الزهري ، وسهل بن هاشم البيروتي ( س ) ، وسويد بن عبد العزيز ( ق ) ، وسلام بن سليمان المدائني ( ق ) ، وشعيب بن إسحاق الدمشقي ، وشهاب بن خراش الحوشبي ، وصدقة بن خالد ( خ د س ق ) ، وصدقة بن عمرو الغساني ( فق ) ، وضمرة بن ربيعة ، وعبد الله بن الحارث الجمحي ، وعبد الله بن رجاء المكي ( ق ) ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وعبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين ( د ت ) ، وعبد ربه بن ميمون الأشعري ، وعبد الرحمن بن أبي الرجال ( د ق ) ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ( ق ) ، وعبد الرحمن بن سعد بن عمار المؤذن ( ق ) ، وعبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون ( ق ) ، وعبد العزيز بن أبي حازم ( ق ) ، [ ص: 244 ] وعبد العزيز بن الحصين بن الترجمان ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ( ق ) ، وعبد الملك بن محمد الصنعاني ( ق ) ، وعثمان بن حصن بن عبيدة بن علاق ، وعراك بن خالد المري ، وعطاء بن مسلم الخفاف .الحلبي ( ق ) ، وعطاف بن خالد المخزومي ، وأبي نوفل علي بن سليمان الكلبي ، وأبيه عمار بن نصير السلمي ، وعمر بن الدرفس ( ق ) ، وعمر بن عبد الواحد ، وعمر بن المغيرة المصيصي ، وعمرو بن واقد ( ق ) ، وعيسى بن خالد اليمامي ، وعيسى بن يونس ( ق ) ، وغالب بن غزوان الثقفي ، والقاسم بن عبد الله بن عمر العمري ، ومالك بن أنس ( ق ) ، ومحمد بن إبراهيم الهاشمي الدمشقي ، ومحمد بن حرب الخولاني ( ق ) ، ومحمد بن شعيب بن شابور ( ق ) ، ومحمد بن عيسى بن القاسم بن سميع ( ق ) ، ومروان بن معاوية الفزاري ( ق ) ، ومسلم بن خالد الزنجي ( ق ) ، ومسلمة بن علي الخشني ( ق ) ، وأبي مطيع معاوية بن يحيى الأطرابلسي ( ق ) ، ومعروف أبي الخطاب الدمشقي الخياط صاحب واثلة بن الأسقع ، ومعن بن عيسى القزاز ، ومؤمل بن إسماعيل ، وهقل بن زياد ( د س ق ) ، والهيثم بن حميد الغساني ، والهيثم بن عمران العنسي ، والوزير بن صبيح ( ق ) ، والوليد بن مسلم ( د سي ق ) ، ويحيى بن حمزة الحضرمي ( خ د س ق ) ، ويحيى بن سليم الطائفي ( ق ) ، وأبي هزان يزيد بن سمرة الرهاوي ، ويوسف بن محمد بن صيفي ( ق ) .

                                                                          روى عنه : البخاري ( ت ) ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، وأبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم ، وابنه أحمد بن هشام بن عمار ، وأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري الكاتب ، [ ص: 245 ] وإسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي ، وإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل القاضي البستي ، وإسحاق بن إبراهيم بن نصر النيسابوري البشتي ، وإسحاق بن أبي عمران الإسفراييني الشافعي ، وبقي بن مخلد الأندلسي ، وجعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي ، وجعفر بن محمد الفريابي ، وأبو الأزهر جماهر بن أحمد بن محمد بن حمزة الزملكاني ، والحسن بن محمد بن بكار بن بلال ، والحسين بن عبد الله بن يزيد القطان الرقي ، وأبو الربيع الحسين بن الهيثم بن ماهان الرازي الكسائي ، وأبو حامد حمدان بن غارم البخاري ، وخالد بن روح بن أبي حجير الثقفي ، وزكريا بن يحيى السجزي ، وسعد بن محمد البيروتي ، وسليمان بن أيوب بن حذلم ، وسلامة بن ناهض المقدسي ، وصالح بن محمد الأسدي الحافظ ، والضحاك بن الحسين الأزدي الإستراباذي ، وعبد الله بن عتاب بن الزفتي ، وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسي ، وعبد الله بن محمد بن نصر بن طويط الرملي ، وعبد الحميد بن محمود بن خالد السلمي ، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم ، وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ، وعبد الرحيم بن عمر المازني ، وأبو الأصبغ عبد العزيز بن محمد الأسدي ، وعبدان بن أحمد الأهوازي ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، وعثمان بن خرزاذ الأنطاكي ، وعلي بن الحسين بن ثابت الرازي ، وعمرو بن أبي زرعة الدمشقي ، والفضل بن العباس الرازي الحافظ ، [ ص: 246 ] المعروف بفضلك ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ومات قبله ، وقسطنطين بن عبد الله الرومي مولى المعتمد ، ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض الزاهد ، - وراق هشام بن عمار - ، وأبو حاتم محمد ابن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق بن الحريص ، ومحمد بن بشر بن يوسف الأموي ، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ، وأبو بكر محمد بن خريم بن محمد بن عبد الملك بن مروان العقيلي ، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي ومات قبله ، ومحمد بن شعيب بن شابور ، وهو من شيوخه ، ومحمد بن شيبة الراهبي ، ومحمد بن صالح بن أبي عصمة الدمشقي ، وأبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي ، ومحمد بن عبدوس بن جرير الصوري ، ومحمد بن عمير بن عبد السلام الرملي ، ومحمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي ، ومحمد بن عون بن الحسن الوحيدي ، ومحمد بن الفيض الغساني ، وأبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، ومحمد بن وضاح القرطبي ، ومحمد بن يحيى بن رزين الحمصي ، ومحمد بن يحيى الذهلي ، ومحمد بن يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي ، ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي ، وأبو الحسن محمود بن إبراهيم بن سميع الحافظ ، وأبو عمران موسى بن سهل بن عبد الحميد الجوني البصري ، وموسى بن محمد بن أبي عوف ، ومؤمل بن الفضل الحراني ومات قبله ، وأبو عمرو نصر بن زكريا بن نصر نزيل بخارى ، ونوح بن حبيب القومسي ، وهميم بن همام الآملي [ ص: 247 ] الطبري ، ووريزة بن محمد الغساني الحمصي ، والوليد بن مسلم وهو من شيوخه ، ويحيى بن محمد بن أبي صغير الحلبي ، ويحيى بن معين ومات قبله ، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد ، ويعقوب بن سفيان الفارسي .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة السابعة من أهل الشام .

                                                                          وقال معاوية بن صالح وإبراهيم بن الجنيد ، عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          وقال أبو حاتم ، عن يحيى بن معين : كيس كيس .

                                                                          وقال العجلي : ثقة .

                                                                          وقال في موضع آخر : صدوق .

                                                                          وقال أحمد بن خالد الخلال ، عن يحيى بن معين : حدثنا هشام بن عمار ، وليس بالكذوب ، فذكر عنه حديثا .

                                                                          وقال هاشم بن مرثد الطبراني : سمعت يحيى بن معين يقول : هشام بن عمار أحب إلي من ابن أبي مالك .

                                                                          [ ص: 248 ] وقال النسائي : لا بأس به .

                                                                          وقال الدارقطني : صدوق ، كبير المحل .

                                                                          وقال عبدان بن أحمد الجواليقي ، عن هشام بن عمار : ما أعدت خطبة منذ عشرين سنة .

                                                                          وقال في موضع آخر : ما كان في الدنيا مثله .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : هشام بن عمار لما كبر تغير فكل ما دفع إليه قرأه ، وكلما لقن تلقن ، وكان قديما أصح ، كان يقرأ من كتابه . وسئل أبي عنه ، فقال : صدوق .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود : سمعت يحيى بن معين يقول : هشام بن عمار كيس .

                                                                          قال أبو داود : وأبو أيوب - يعني سليمان ابن بنت شرحبيل - خير منه - يعني : من هشام - ، حدث هشام بأرجح من أربع مائة حديث ليس لها أصل ، مسندة كلها ، كان فضلك يدور على أحاديث أبي مسهر وغيره ، يلقنها هشام بن عمار .

                                                                          قال هشام بن عمار : حدثني ، قد روي فلا أبالي من حمل الخطأ .

                                                                          وقال في موضع آخر : كان فضلك يدور بدمشق على [ ص: 249 ] أحاديث أبي مسهر ، وأحاديث الشيوخ يلقنها هشام بن عمار ، فيحدثه بها ، وكنت أخشى أن يفتق في الإسلام فتقا .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : سمعت قسطنطين بن عبد الله الرومي مولى المعتمد على الله أمير المؤمنين يقول : حضرت مجلس هشام بن عمار ، فقال له المستملي : من ذكرت ؟ فقال : حدثنا بعض مشايخنا ، ثم نعس ، ثم قال له : من ذكرت ؟ فنعس ، فقال المستملي : لا تنفعوا به ، فجمعوا له شيئا فأعطوه فكان بعد ذلك يملي عليهم حتى يملوا .

                                                                          وقال أبو بكر محمد بن أحمد بن راشد بن معدان الأصبهاني : سمعت محمد بن مسلم بن وارة الرازي يقول : عزمت زمانا أن أمسك عن حديث هشام بن عمار لأنه كان يبيع الحديث .

                                                                          وقال صالح بن محمد الأسدي : كان هشام بن عمار يأخذ على الحديث ، ولا يحدث ما لم يأخذ ، فدخلت عليه يوما ، فقال : يا أبا علي حدثني بحديث لعلي بن الجعد ، فقلت : حدثنا ابن الجعد ، قال : حدثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، قال : علم مجانا كما علمت مجانا ، قال : تعرضت بي يا أبا علي ؟ فقلت : ما تعرضت بك ، بل قصدتك .

                                                                          وقال في موضع آخر : كنت شارطت هشام بن عمار أن أقرأ عليه كل ليلة بانتخابي ورقة ، فكنت آخذ الكاغد الفرعوني ، وأكتب مقرمطا ، فكان إذا جاء الليل أقرأ عليه إلى أن يصلي العتمة ، فإذا صلى العتمة يقعد وأقرأ عليه ، فيقول : يا صالح ، ليس هذه ورقة [ ص: 250 ] هذه شقة .

                                                                          وقال أبو بكر الإسماعيلي ، عن عبد الله بن محمد بن سيار : كان هشام بن عمار يلقن ، وكان يلقن كل شيء ، ما كان من حديثه ، وكان يقول : أنا قد أخرجت هذه الأحاديث صحاحا ، وقال الله ( تعالى ) : فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه وكان يأخذ على كل ورقتين درهما ويشارط ويقول : إن كان الخط دقيقا فليس بيني وبين الدقيق عمل . وكان يقول : وذاك أني قلت له : إن كنت تحفظ فحدث ، وإن كنت لا تحفظ فلا تلقن ما يلقن ، فاختلط من ذاك ، وقال : أنا أعرف هذه الأحاديث . ثم قال لي بعد ساعة : إن كنت تشتهي أن تعلم فأدخل إسنادا في شيء ، فتفقدت الأسانيد التي فيها قليل اضطراب ، فجعلت أسأله عنها فكان يمر فيها يعرفها .

                                                                          وقال أبو بكر المروذي : ذكر أحمد بن حنبل هشام بن عمار ، فقال : طياش خفيف .

                                                                          وقال خيثمة بن سليمان : سمعت محمد بن عوف الطائي يقول : أتينا هشام بن عمار في مزرعة له وهو قاعد على مورج له ، وقد انكشفت سوءته ، فقلنا : يا شيخ ، غط عليك . فقال : رأيتموه ؟ لن ترمد أعينكم أبدا .

                                                                          وقال الحافظ أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي : أخبرني بعض أهل الحديث ببغداد أن هشام بن عمار ، قال : [ ص: 251 ] سألت الله سبع حوائج ، فقضى لي منها ستا ، والواحدة ما أدري ما صنع فيها . سألته أن يغفر لي ولوالدي ، وهي التي لا أدري ما صنع فيها ، وسألته أن يرزقني الحج ، ففعل ، وسألته أن يعمرني مائة سنة ففعل ، وسألته أن يجعلني مصدقا على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففعل ، وسألته أن يجعل الناس يغدون إلي في طلب العلم ففعل ، وسألته أن أخطب على منبر دمشق ففعل ، وسألته أن يرزقني ألف دينار حلالا ففعل . قال : فقيل له : كل شيء قد عرفناه ، فألف دينار حلال من أين لك ؟ قال : وجه المتوكل ببعض ولده ليكتب عني لما خرج إلينا ، ونحن نلبس الأزر ، ولا نلبس السراويلات ، فجلست فانكشف ذكري فرآه الغلام ، فقال : استتر يا عم ، قلت : رأيته ؟ قال : نعم ، فقلت له : أما إنه لا ترمد عينك أبدا إن شاء الله . فلما دخل على المتوكل ضحك ، فسأله فأخبره بما قلت له . فقال : فأل حسن ، تفاءل لك به رجل من أهل العلم ، احملوا إليه ألف دينار ، فحملت إلي فأتتني من غير مسألة ، ولا استشراف نفس .

                                                                          وقال أبو بكر محمد بن سليمان الربعي ، عن محمد بن الفيض الغساني : سمعت هشام بن عمار بن نصير يقول : باع أبي بيتا له بعشرين دينارا ، وجهزني للحج ، فلما صرت إلى المدينة ، أتيت مجلس مالك بن أنس ، ومعي مسائل أريد أن أسأله عنها ، فأتيته وهو جالس في هيئة الملوك وغلمان قيام والناس يسألونه وهو يجيبهم ، فلما انقضى المجلس ، قال لي بعض أصحاب الحديث : [ ص: 252 ] سل عن ما معك ؟ فقلت له : يا أبا عبد الله ما تقول في كذا وكذا ؟ فقال : حصلنا على الصبيان ، يا غلام احمله ! فحملني كما يحمل الصبي ، وأنا يومئذ غلام مدرك فضربني بدرة مثل درة المعلمين سبع عشرة درة ، فوقفت أبكي ، فقال لي مالك بن أنس : ما يبكيك ؟ أوجعتك هذه ، يعني الدرة ؟ قلت : إن أبي باع منزله ووجه بي أتشرف بك وبالسماع منك ، فضربتني ، فقال : اكتب . فحدثني سبعة عشر حديثا ، وسألته عما كان معي من المسائل فأجابني .

                                                                          وقال يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي ، عن صالح بن محمد الحافظ : سمعت هشام بن عمار يقول : دخلت على مالك بن أنس ، فقلت له : حدثني . فقال : اقرأ . فقلت : لا ، بل حدثني . فقال : اقرأ ، فلما أكثرت عليه . قال : يا غلام ، تعال اذهب بهذا فاضربه خمسة عشر . قال : فذهب بي فضربني خمس عشرة درة . ثم جاء بي إليه ، فقال : قد ضربته . فقلت له : لقد ظلمتني ، ضربتني خمس عشرة درة بغير جرم ، لا أجعلك في حل ، فقال مالك : فما كفارته ؟ قلت : كفارته أن تحدثني بخمسة عشر حديثا ، قال : فحدثني بخمسة عشر حديثا . فقلت له : زد من الضرب ، وزد في الحديث . قال : فضحك مالك ، وقال : اذهب .

                                                                          وقال أبو بكر محمد بن خريم الخريمي : سمعت هشام بن عمار يقول في خطبته : قولوا الحق ، ينزلكم الحق منازل أهل الحق يوم لا يقضى إلا بالحق .

                                                                          وقال معروف بن محمد بن معروف الواعظ ، عن أبي المستضيء معاوية بن أوس بن الأصبغ السكسكي القوفاني من أهل [ ص: 253 ] قرية بيت قوفا : رأيت هشام بن عمار إذا مشى أطرق إلى الأرض ، لا يرفع رأسه إلى السماء حياء من الله عز وجل .

                                                                          وقال أبو القاسم بن الفرات ، عن أبي علي أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني المقرئ : لما توفي أيوب بن تميم في سنة بضع وتسعين ومائة ، رجعت الإمامة حينئذ إلى رجلين ; أحدهما مشتهر بالقراءة والضبط تلاوة ورواية ، وهو عبد الله بن ذكوان ، فأتم الناس به بعد أيوب . والآخر مشتهر بالنقل والفصاحة والرواية والعلم والدراية ، وهو هشام بن عمار ، وكان خطيبا بدمشق ، وقد رزق كبر السن ، وصحة العقل والرأي ، فارتحل الناس إليه في نقل القراءة ، وأخبار الرسول - صلى الله عليه وسلم - ; نقل القراءة عنه : أبو عبيد القاسم بن سلام قبل وفاة هشام بنحو من أربعين سنة ، وحدث عنه هو والوليد بن مسلم ، ومحمد بن شعيب بن شابور ، وكان عبد الله بن ذكوان يفضله ، ويرى مكانه لكبر سنه ; لأنه ولد قبل عبد الله بعشرين سنة في سنة ثلاث وخمسين ومائة ، فأخذ القراءة عن أيوب بن تميم تلاوة ، كما أخذها ابن ذكوان ، وزاد عليه بأخذه القراءة عن الوليد بن مسلم ، وسويد بن عبد العزيز ، وصدقة بن هشام ، وعراك بن خالد ، وصدقة بن يحيى ، ومدرك بن أبي سعد ، وعمر بن عبد الواحد ، وكل هؤلاء أئمة قرؤوا على يحيى بن الحارث ، فلما توفي عبد الله بن ذكوان في سنة اثنتين وأربعين ومائتين ، اجتمع الناس على إمامة هشام [ ص: 254 ] ابن عمار في القراءة والنقل ، وتوفي بعده بثلاث سنين في سنة خمس وأربعين ومائتين .

                                                                          وقال أبو بكر أحمد بن المعلى بن يزيد القاضي : رأيت هشام بن عمار في النوم والمشايخ متوافرون سليمان بن عبد الرحمن وغيره وهو يكنس المسجد ، فماتوا وبقي هو آخرهم .

                                                                          وقال في موضع آخر : مات هشام بن عمار سنة أربع وأربعين ومائتين ، وهو ابن إحدى وتسعين سنة ، كذا قال .

                                                                          وقال أبو بكر الباغندي عن هشام بن عمار : ولدت سنة ثلاث وخمسين ومائة .

                                                                          وقال البخاري : مات بدمشق آخر المحرم سنة خمس وأربعين ومائتين .

                                                                          وقال أبو بكر محمد بن خريم : مات سلخ المحرم سنة خمس وأربعين ومائتين .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي ، والحسن بن محمد بن بكار بن بلال ، وعمرو بن دحيم ، ومحمد بن صالح بن أبي عصمة في آخرين : مات سنة خمس وأربعين ومائتين .

                                                                          وقيل : مات في صفر منها ، وقيل مات سنة ست وأربعين ومائتين .

                                                                          وقال ابن حبان : كانت أذناه لاصقتين برأسه ، وكان يخضب [ ص: 255 ] بالحناء .

                                                                          وروى له الترمذي حديثا واحدا قد كتبناه في ترجمة عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية