باب فضل صدقة الصحيح الشحيح.
قال الله سبحانه وتعالى: ( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ) ، الآية.
وقال: ( وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت ) ، الآية.
قال الله سبحانه وتعالى: ( وآتى المال على حبه ) ، قال وأنت حريص شحيح، تأمل الغنى، وتخشى الفقر. عبد الله بن مسعود:
1671 - أخبرنا أنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أنا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل، نا موسى بن إسماعيل، نا عبد الواحد، نا عمارة بن القعقاع، نا أبو زرعة، قال: أبو هريرة، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرا؟ قال: " أن تصدق وأنت صحيح [ ص: 173 ] شحيح تخشى الفقر، وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان ".
هذا حديث متفق على صحته، أخرجه عن مسلم، أبي كامل الجحدري، عن عبد الواحد.
وقوله: "إذا بلغت الحلقوم"، يريد النفس وإن لم يتقدم لها ذكر.
وقوله: "لفلان كذا"، كناية عن الموصى له.
وقوله: "قد كان لفلان"، كناية عن الوارث.
وفي الحديث دليل على أن لقوله: "وقد كان لفلان"، وأنه إذا أضر كان للورثة رد الضرر، وهو ما زاد على الثلث. الموصي ممنوع من الإضرار في الوصية لتعلق حق الورثة بماله،
وروي عن قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: أبي الدرداء، [ ص: 174 ] . "مثل الذي يعتق عند الموت، كمثل الذي يهدي إذا شبع".