الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1712 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي، أنا زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق الهاشمي، أنا أبو مصعب، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " الصيام جنة، فإذا كان أحدكم صائما، فلا يرفث، ولا يجهل، فإن امرؤ قاتله، أو شاتمه، فليقل: إني صائم، إني صائم "، وقال: "والذي نفسي بيده، لخلوف فم صائم أطيب عند الله من ريح المسك، إنما يذر شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، فالصيام لي، وأنا أجزي به، كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به".

                                                                            أخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي، أنا أبو طاهر الزيادي، أنا محمد بن الحسين القطان، نا أحمد بن يوسف السلمي، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن همام بن منبه، قال: نا أبو هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ ص: 226 ] فذكر مثله إلى قوله: "وأنا أجزي به"، وقال: "يذر شهوته وطعامه وشرابه من جراي".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن عبد الله بن مسلمة، عن مالك، وأخرجه مسلم، عن عبد الله بن مسلمة، وقتيبة، عن المغيرة الحزامي، كلاهما عن أبي الزناد.

                                                                            قوله: "فلا يرفث"، يريد: لا يفحش، والرفث: الخنا والفحش.

                                                                            قوله: " فليقل: إني صائم "، يتأول على وجهين، أحدهما: يقول ذلك لصاحبه نطقا، يرده بذلك عن نفسه.

                                                                            والآخر: أن يقول ذلك في نفسه، أي: ليتفكر أنه صائم، فلا يخوض معه، ولا يكافئه على شتمه، لئلا يحبط أجر عمله، وثواب صومه.

                                                                            وقوله: "والصيام لي"، معناه ما سبق، ثم عقبه بقوله: "كل حسنة بعشر أمثالها"، إعلاما أن الصوم مستثنى من هذا الحكم، إنما هو في سائر الطاعات دون الصوم المخصوص من بينها بهذا الحكم. [ ص: 227 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية