الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب صوم يوم عرفة.

                                                                            1789 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أبو منصور السمعاني، نا أبو جعفر الرياني، نا حميد بن زنجويه، نا النضر بن شميل، حدثنا شعبة، عن غيلان بن جرير، قال: سمعت عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة، قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كيف تصوم؟ فغضب، فقال عمر بن الخطاب: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، وببيعتنا بيعة، قال: فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل صام الدهر، فقال: "لا صام ولا أفطر"، أو "ما صام وما أفطر"، قال: فسئل عن صوم يومين، وإفطار يوم، فقال: "ومن يطيق ذلك؟"، قال: فسئل عن صوم يوم، وإفطار يوم، فقال: "ذاك صوم أخي داود"، قال: فسئل عن صوم يوم، وإفطار يومين، قال: "وددت أن الله قوانا لذلك"، قال: فسئل عن صوم يوم الاثنين، فقال: " ذاك يوم بعثت فيه، وولدت فيه، وقال: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، [ ص: 343 ] ورمضان إلى رمضان صوم الدهر "، قال: وسئل عن صوم يوم عرفة، قال: "يكفر السنة الماضية والباقية"، وسئل عن صوم يوم عاشوراء، فقال: "يكفر السنة الماضية".

                                                                            وهذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن محمد بن مثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة.

                                                                            قال أبو سليمان الخطابي: يشبه أن يكون غضبه صلى الله عليه وسلم من مسألة الرجل عن صومه، كراهية أن يقتدي به السائل في صومه، فيتكلفه، ثم يعجز عنه فعلا، أو يسأمه ملالة، فيكون صائما من غير إخلاص ونية، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يترك بعض النوافل خوفا من أن يفرض عليهم إذا فعلوه اقتداء به، كما ترك القيام في شهر رمضان.

                                                                            وقوله: "لا صام ولا أفطر"، معناه: الدعاء عليه زجرا له عن ذلك، ويشبه أن يكون الذي سأل عنه من صوم الدهر، هو أن يسرد صيام السنة كلها لا يفطر فيها الأيام المنهي عنها. [ ص: 344 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية