الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1625 - أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري، أنا جدي أبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز، أنا أبو بكر محمد بن زكريا بن عذافر، أنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري، نا عبد الرزاق، أنا معمر، عن هارون بن رياب، عن كنانة العدوي، قال: كنت جالسا عند قبيصة بن مخارق، إذ جاءه نفر من قومه يستعينونه في نكاح رجل منهم، فأبى أن يعطيهم شيئا، فانطلقوا من عنده، قال كنانة: فقلت له: أنت سيد قومك، وأتوك يسألونك، فلم تعطهم شيئا؟! قال: أما في مثل هذا، فلا أعطي شيئا، ولو عصبه بقد حتى يقحل، لكان خيرا له من أن يسأل في مثل [ ص: 123 ] هذا، وسأخبرك عن ذلك، إني تحملت بحمالة في قومي، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إني تحملت بحمالة في قومي، أتيتك لتعينني فيها، قال: "بل نحملها عنك يا قبيصة، ونؤديها إليهم من الصدقة"، ثم قال: " يا قبيصة، إن المسألة حرمت إلا في إحدى ثلاث: في رجل أصابته جائحة، فاجتاحت ماله، فيسأل حتى يصيب قواما من عيشه، ثم يمسك، وفي رجل أصابته حاجة حتى يشهد ثلاثة نفر من ذوي الحجى من قومه أن المسألة قد حلت له، فيسأل حتى يصيب القوام من العيش ثم يمسك، وفي رجل تحمل بحمالة، فيسأل حتى إذا بلغ أمسك، وما كان غير ذلك، فإنه سحت يأكله صاحبه سحتا ".

                                                                            هذا حديث صحيح.

                                                                            القحل: التزاق الجلد بالعظم من الهزال.

                                                                            قال رحمه الله: معناه لو عصبه بقد، أي لو شده بقد حتى يهزل، فلصق جلده بعظمه. [ ص: 124 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية