الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1623 - أخبرنا أبو عثمان الضبي، أنا أبو محمد الجراحي، نا أبو العباس المحبوبي، نا أبو عيسى الترمذي، نا علي بن سعيد الكندي، نا عبد الرحيم بن سليمان، عن مجالد، عن عامر، عن حبشي بن جنادة السلولي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع وهو واقف بعرفة، أتاه أعرابي، فأخذ بطرف ردائه، فسأله إياه، فأعطاه وذهب، فعند ذلك حرمت المسألة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المسألة لا تحل لغني، ولا لذي مرة سوي إلا لذي فقر مدقع، أو غرم مفظع، ومن سأل الناس ليثري به ماله، كان خموشا في وجهه يوم القيامة، ورضفا يأكله من جهنم، فمن شاء فليقل، ومن شاء فليكثر". [ ص: 121 ] .

                                                                            هذا حديث غريب من هذا الوجه.

                                                                            قوله: "لذي فقر مدقع"، قال أبو عبيد: الدقع: الخضوع في طلب الحاجة مأخوذ من الدقعاء، وهو التراب، يعني الفقر الذي يفضي به إلى التراب، لا يكون عنده ما يقي به التراب.

                                                                            وقال ابن الأعرابي: الدقع: سوء احتمال الفقر، والخموش: الخدوش، والرضف: الحجارة المحماة.

                                                                            وقد صح عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سأل الناس أموالهم تكثرا، فإنما يسأل جمرا، فليستقل أو فليستكثر".

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية