الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب من قال هي ليلة إحدى وعشرين.

                                                                            1825 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي، أنا زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق الهاشمي، أنا أبو مصعب، عن مالك، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري، أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الوسطى من رمضان، فاعتكف عاما حتى إذا كانت ليلة إحدى وعشرين، وهي الليلة التي يخرج صبحها من اعتكافه، قال: "من كان اعتكف معي، فليعتكف العشر الأواخر، وقد رأيت هذه الليلة، ثم أنسيتها، وقد رأيتني أسجد من صبيحتها في ماء وطين، فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر".

                                                                            قال أبو سعيد الخدري: فأمطرت السماء تلك الليلة، وكان المسجد على عريش، فوكف المسجد.

                                                                            قال أبو سعيد: فأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف [ ص: 384 ] علينا، وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين من صبيحة ليلة إحدى وعشرين.


                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن إسماعيل، عن مالك، وأخرجه مسلم، عن قتيبة بن سعيد، عن بكر بن مضر، عن ابن الهاد.

                                                                            وفيه دليل على وجوب السجود على الجبهة، ولولا ذلك لصانها عن الطين.

                                                                            وفيه استحباب ترك النفض لما علق بجبهته من الأرض في السجود.

                                                                            وفيه أن ما رآه في النوم، فقد يكون تأويله أن يرى مثله في اليقظة. [ ص: 385 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية