الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            1716 - أخبرنا محمد بن الحسن، أنا أبو العباس الطحان، أنا أبو أحمد محمد بن قريش، أنا علي بن عبد العزيز، أنا أبو عبيد، نا محمد بن أبي عدي، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن حال بينكم وبينه سحاب أو ظلمة أو هبوة، فأكملوا العدة، ولا تستقبلوا الشهر استقبالا، ولا تصلوا رمضان بيوم من شعبان".

                                                                            الهبوة: الغبرة، يقال لدقاق التراب إذا ارتفع: قد هبا يهبو هبوا، فهو هاب. [ ص: 233 ] .

                                                                            وروي عن نافع، قال: كان ابن عمر إذا كان شعبان تسعا وعشرين نظر له، فإن رئي، فذاك، وإن لم ير ولم يحل دون منظره سحاب أو قترة، أصبح مفطرا، وإن حال دون منظره سحاب أو قترة، أصبح صائما، قال: وكان ابن عمر يفطر مع الناس، ولا يأخذ بهذا الحساب.

                                                                            أراد به أنه يفعل هذا الصنيع في شعبان احتياطا للصوم، ولا يأخذ بهذا الحساب في شهر رمضان، ولا يفطر إلا مع الناس.

                                                                            وذهب عامة أهل العلم إلى أنه لا يصوم ولا يفطر إلا برؤية الهلال، أو إكمال العدد ثلاثين، وكان أحمد بن حنبل يذهب مذهب ابن عمر، أنه إذا لم ير الهلال لتسع وعشرين من شعبان لعلة في السماء، صام الناس، وإن كان صحوا لم يصوموا. [ ص: 234 ] .

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية