الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
289 - وحكى ابن فورك ، عن أبي بكر خزيمة ، أن ذكر في كتاب التوحيد : أن من الكفار من يرى الله يوم القيامة رؤية امتحان قبل أن يوضع الجسر بين ظهراني جهنم [ ص: 291 ] [ ص: 292 ] [ ص: 293 ] [ ص: 294 ] [ ص: 295 ] وأنكر ابن فورك هذه المقالة وقال : هي محدثة لأن من الناس من منع الرؤية ، وقال : لا يراه مؤمن ولا كافر ، وهم المعتزلة ، ومنهم من قال : يراه المؤمنون دون الكافرين ، ومنهم من قال - وهو ابن سالم - : يراه جميع الكفار وكان مذهبا مرغوبا عنه مبدعا فيه عند علماء العراق والحجاز .

وقد احتج ابن خزيمة لقوله بما تقدم من حديث أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يجمع الله الناس فيقول : من كان يعبد شيئا فليتبعه ، فيتبع من كان يعبد القمر ، ومن كان يعبد الشمس ، ومن كان يعبد الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله عز وجل في غير الصورة التي يعرفون فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ بالله منك ، هذا مكاننا حتى يأتي ربنا ، فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه " والجواب : أنه ليس في هذا ما يدل على الرؤية ، وإنما فيه أنه يخاطبهم ، وقد يجوز أن يخاطب الخلق من غير أن يروه

التالي السابق


الخدمات العلمية