الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
404 - وقال ابن مسعود في حديثه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق : " إن الله يبعث ملك الأرحام ، فيكتب أجل المولود في بطن أمه ورزقه وشقاوته وسعادته " [ ص: 431 ] فيقال له : قد قال بعض أهل العلم : إن معنى الزيادة في العمر نفي الآفات عنهم ، والزيادة في أفهامهم وعقولهم وبصائرهم ، وليس ذلك في زيادة في أرزاقهم ولا في آجالهم ، لأنه قد أخبر سبحانه أنه يزيد من يشاء من فضله ، ولم يخبر أنه يزيد من يشاء في رزقه وفي أجله ، بل أخبر بضد ذلك فقال : ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ) وقال : ( إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) وقال بعضهم : إن الله سبحانه يكتب أجل عبده مائة سنة عنده ، ويجعل تركيبه وهيئاته وبنيته ثمانين ، فإذا وصل رحمه زاد الله في ذلك التركيب ، وفي تلك البنية ، ووصل ذلك النقص فعاش عشرين أخرى حتى يبلغ المائة ، وهو الأجل الذي لا يستأخر عنده ولا يستقدم فيه وقال بعضهم : معنى ذلك أن يكون السابق في المعلوم أنه إذا وصل رحمه كان عمره أكثر منه إذا لم يصل ، فيكون كله مما سبق في العلم ، على الحد الذي يحدث ويوجد في المستأنف .

التالي السابق


الخدمات العلمية