الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
418 - وقد قال أحمد فيما خرجه في الرد على الزنادقة في قوله : ( وروح منه ) فقال : تفسير " روح الله " إنما معناها أنها روح بكلمة الله خلقها كما يقال : عبد الله ، [ ص: 448 ] وسماء الله ، وأرض الله .

الفصل الثاني : ذكر العبد لله تعالى في نفسه ، معناه بحيث لا يعلمه أحد غيره ، ولا يطلع عليه سواه ، قال تعالى : ( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ) أي : تعلم ما أجنه وما أسره وأضمره ، ولا أعلم لي بما في نفسك مما أخفيته .

عني الفصل الثالث : قوله : " وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه " فالمراد بالملإ : الملائكة ، وقد صرح بذلك في لفظ آخر ، وأنه تعالى يشهدهم على ما يفعل بهم من الكرامات ، ويمدحهم ويثني عليهم عندهم ، وقد جعل قوم هذا حجة في تفضيل الملائكة على المؤمنين من بني آدم ، ومن ذهب إلى تفضيل الأنبياء والأولياء من الآدميين على الملائكة يجيب عن ذلك بأن معنى قوله " خير منه " يرجع إلى الذكر ، أي أنه قال بذكر خير من ذكره وأطيب منه ، لأن ذكر العبد لله دعاء وتضرع ، وذكر الله إظهار رحمته وكرامته ، وذلك خير للعبد وأنفع [ ص: 449 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية