الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
395 - وقال أبو طالب : سمعت أبا عبد الله سئل عن حديث هشام بن عمار أنه قرئ عليه حديث : " تجيء الرحم يوم القيامة ، فتتعلق بالرحمن " فقال : أخاف أن تكون قد كفرت ، قال : هذا شامي ما له ولهذا قلت ما تقول ؟ قال : يمضا الحديث على ما جاء [ ص: 422 ] .

فإن قيل : الرحم لا يصح عليها التعلق لأن ذلك حق القرابة من طريق النسب ، فعلم أن ذلك مثل المراد به تأكيد أمر الرحم ، والحث على وصله ، والزجر عن قطعه ، فأخبر عن ذلك بأبلغ ما يكون من التأكيد ، ويكون معناه : أنها مستجيرة معتصمة بالله قالوا : وبين هذا أنه قد روي في حديث أبي هريرة : " الرحم معلقة بالعرش لها لسان طلق ذلق تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله " [ ص: 423 ] .

[ ص: 424 ] قيل : هذا غلط ، لأن قوله : " إن الرحم حق القرابة " ولا يصح التعلق عليه فليس كذلك ، لأن معناه : ذي الرحم يأخذ بحقو الرحمن ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه كما قال تعالى : ( ذلك عيسى ابن مريم قول الحق ) ومعناه : صاحب قول الحق ، وإذا ثبت أن المراد بها ذي الرحم فذلك مما يصح عليه التعلق ، والذي يدل على أن المراد به ذي الرحم أن الوصل والقطع نفع وضر ، وذلك إنما يختص بذي الرحم ، فأما نفس الرحم فلا يتوجه إليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية