الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
293 - وقد نص أحمد على معنى هذا فيما خرجه في الرد على الزنادقة والجهمية فقال : وأما قوله جل ثناؤه : ( وروح منه ) يقول : من أمره ، كما [ ص: 299 ] قال : ( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه ) أي : من أمره ، وتفسير روح الله إنما معناها أنها روح خلقها الله ، كما يقال عبد الله وسماء الله وأرض الله [ ص: 300 ]

وأما قوله : " رحمك ربك " حين عطس آدم عليه السلام ، فإنه يفيد مخاطبته له من غير واسطة ولا ترجمان ، تشريفا له وتعظيما على غيره من المكلمين وأما قوله : " ثم رجع إلى ربه ، فقال : هذه تحيتك " ظاهرة يقتضي رجوعا إلى المكان ، وقد حمله بعضهم على الرجوع إلى الخطاب والمساءلة ، وليس في حمله على المكان ما يحير الصفات وأما قوله : " اخترت يمين ربي " فقد تقدم الكلام فيه ، وقلنا : لا يمتنع إطلاق صفة اليمين عليه كما جاز إطلاق اليدين [ ص: 301 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية