الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حديث آخر .

378 - ناه أبو القسم بإسناده ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تبارك وتعالى قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألف عام ، فلما سمعت الملائكة القرآن ، طوبى لأمة ينزل هذا عليها ، وطوبى لأجواف تحمل هذا ، وطوبى لألسن تكلم بهذا " .

وقد ذكر أبو عبد الله بن بطة في كتابه بإسناده اعلم أنه غير ممتنع إطلاق صفة القراءة على الله سبحانه ، كما أنه غير ممتنع إطلاق صفة الكلام عليه ، فنقول : قرأ ويقرأ ، كما نقول : تكلم ويتكلم ، وقد قال الله سبحانه : ( فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ) فوصف نفسه بذلك ، [ ص: 404 ] ولأنه ليس في ذلك ما يوجب خلق القرآن ولا حدوثه ، كما لم يكن في قولنا تكلم ما يوجب حدوثه فإن قيل : بل فيه ما يوجب حدوثه وخلقه ، وذلك أن القراءة عبارة عن جمع الشيء ، ومنه قولهم : ما قرأت هذه الناقة سلا قط ، أي : ما جمعت في رحمها ولدا ، وكذلك قولهم : قرأت الماء في الحوض وقرأت اللقمة في في ، ومتى وصفنا القرآن بالجمع ، وصفناه بصفة توجب حدوثه قيل : يحتمل أن يكون الجمع راجعا إلى أحد وجهين : أحدهما : إلى أحكامه وشرائعه ، لا إلى نفس الكلام الذي هو الصفة لقيام الدليل على قدمه والقديم لا يصح جمعه ، وأحكامه مجموعة في الجملة ومفصلة في الآيات والسور ، ويكون ذكر السور والآيات علامات لتفصيل الأحكام [ ص: 405 ] . [ ص: 406 ] . [ ص: 407 ] الوجه الثاني : أن يكون الجمع راجعا إلى جمع فهمه وعلمه ومعرفته ، وذلك لا يفضي إلى الحدث في القرآن ، لأن الجمع يحصل في صفات القارئ لا في القرآن ، ولأن المقروء عبارة عن المجموع ، ثم لم يوجب ذلك منع وصفه بذلك ، كذلك في القراءة .

التالي السابق


الخدمات العلمية