الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
346 - وفي معناه ما روي : " إن الله لم ينظر إلى الدنيا منذ خلقها " معناه : لم يجل قدرها ولا قدر من ركن إليها ، لأنه خلقها للفناء والزوال وحث على الزهد فيها وترك الاشتغال بها ، ومنه قولهم : ما نظر فلان إلى فلان إذا أراد أنه يعتد به .

وأما قوله : " إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم " معناه الاحتساب والاعتداد ، أي لا يعتد بما يظهر منكم إذا لم يوافق الباطن ، لأن الأعمال الظاهرة [ ص: 368 ] منوطة بصحة السرائر والإخلاص ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى " يريد أن النيات هي المصححة للأعمال وليس إذا نفينا النظر في حال دل على نفي ذلك في الجملة ، وكما قال تعالى : ( ولا يكلمهم الله ) ولم يدل ذلك على نفي الكلام في الجملة [ ص: 369 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية