الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 2369 / 1 ] وعن أبي مرثد قال: "سألت أبا ذر رضي الله عنه قلت: كيف سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر؟ قال: كنت أنا أسأل الناس عنها. قلت: يا نبي الله، أخبرني عن ليلة القدر؟ أفي رمضان أم في غير رمضان؟ قال: بل هي في رمضان. قلت: تكون مع الأنبياء إذا كانوا فإذا قبضوا رفعت؟ قال: بل هي إلى يوم القيامة. قلت: في أي رمضان؟ قال: التمسوها في العشر الأوسط أو العشر الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها. ثم حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدث، ثم (اهتبلت) غفلة، فقلت: يا رسول الله، أقسمت عليك بحقي عليك لما أخبرتني في أي العشرين هي؟ فغضب غضبا ما رأيته غضب مثله - قال يحيى: قال عكرمة كلمة ما أحفظها - فقال: التمسوها في السبع الأواخر الباقين، لا تسألني عن شيء بعدها". رواه مسدد واللفظ له وإسحاق بن راهويه.

                                                                                                                                                                    [ 2369 / 2 ] وأبو بكر بن أبي شيبة ولفظه: "كنت مع أبي ذر عند الجمرة الوسطى، فسألته عن ليلة القدر قال: كان أسأل الناس عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا. قلت: يا رسول الله، ليلة القدر كانت تكون على عهد الأنبياء فإذا ذهبوا رفعت؟ قال: لا، ولكنها تكون إلى يوم القيامة. قلت: يا رسول الله، فأخبرنا بها. قال: لو أذن لي فيها لأخبرتكم، ولكن التمسوها في إحدى السبعين: ليلة ثلاث وعشرين، وليلة سبع وعشرين، ثم لا تسألني عنها بعد مقامك - أو مقامي - ثم أخذ في حديث، فلما انبسط قلت: يا رسول الله، أقسمت عليك إلا حدثتني بها، فغضب علي غضبة لم يغضب علي قبلها مثلها، ولا بعدها مثلها".

                                                                                                                                                                    [ 2369 / 3 ] ورواه أبو يعلى ولفظه: "جلست لأبي ذر عند الجمرة الوسطى، فتدال الناس عليه حتى مست ركبتي ركبته، وقد جمعت أشياء أريد أسأله عنها، فتفلتت مني، فجعلت أرمي ببصري إلى السماء أتذكر، فذكرت ليلة القدر، فسألته عنها، فقال: كنت من أسأل الناس عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أرأيت [ ص: 131 ] ليلة القدر شيء يكون في زمان الأنبياء ... " فذكر مثل حديث ابن أبي شيبة. ورواه البزار والنسائي في الكبرى، وابن حبان في صحيحه، وحديث أبي ذر هذا حديث حسن.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية