الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    8 - باب في الإمام يعطي الصدقة لمن أراد ليقسمها على المساكين وما جاء في عرض الصدقة على أهلها ومكاتبة الإمام لعامله.

                                                                                                                                                                    [ 2081 ] عن ابن عباس قال: "كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا صلى صلاة جلس للناس، فمن كانت له حاجة كلمه، وإن لم تكن لأحد حاجة قام فدخل، فصلى صلوات لا يجلس للناس فيهن. قال ابن عباس: فحضرت الباب [ ص: 20 ] فقلت: يا يرفأ، أبأمير المؤمنين شكاة؟ فقال: ما بأمير المؤمنين من شكوى. فجلست، فجاء عثمان بن عفان فجلس، فخرج يرفأ فقال: قم يا عثمان، قم يا ابن عباس . فدخلا على عمر فإذا بين يديه صبر من مال، على كل صبرة منها كتف، فقال عمر: إني نظرت في أهل المدينة فوجدتكما من أكثر أهلها عشيرة، فخذا هذا المال فاقسماه، فما كان من فضل فردا. فأما عثمان فحثا، وأما أنا فجثوت لركبتي وقلت: وإن كان نقصانا رددت علينا؟ فقال عمر: شنشنة من أخشن - يعني: حجرا من جبل - لا، ما كان هذا عند الله - عز وجل - إذ محمد وأصحابه يأكلون القد; فقلت: بلى، والله لقد كان هذا عند الله - عز وجل - ومحمد حي، ولو عليه فتح لصنع فيه غير الذي تصنع. فغضب عمر، وقال: أخبرني صنع ماذا؟ قلت: إذا لأكل وأطعمنا. قال: فنشج عمر حتى اختلفت أضلاعه، ثم قال: وددت أني خرجت منها كفافا لا لي ولا علي".

                                                                                                                                                                    رواه الحميدي وابن أبي عمر بلفظ واحد بسند صحيح.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية