الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 1981 ] وعن أبي بكر الهذلي قال: "قلت للحسن - يعني: البصري - : كن نساء المهاجرات يصنعن ما يصنع اليوم؟ قال: لا، ها هنا خمش وجوه، وشق جيوب، ونتف أشعار، ومزامير شيطان. صوتان قبيحان فاحشان عند هذه النغمة وعند هذا البلاء، ذكر الله المؤمنين فقال: ( في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ) [ ص: 502 ] وجعلتم في أموالكم حقا معلوما للمغنية عند هذه النغمة، والنائحة عند المصيبة، يموت الميت عليه الدين وعنده الأمانة ويوصي بالوصية، فيأتي الشيطان أهله فيقول: والله لا تنفذون له تركة، ولا تؤدون له أمانة، ولا تقضون دينه، ولا تمضون له وصية حتى تبدؤون بحقي. فيشترون ثيابا جددا ثم تشق عملا، ويجيئون بها بيضاء، ثم تصبغ، ثم يخلى لها سرادق في داره، فيأتون بأمة مستأجرة تبكي تعير شجوها، وتبتغي عبرتها بدراهمهم، ومن دعاها بكت له بأجر تفتن أحياءهم في دورهم، وتؤذي أمواتهم في قبورهم، تمنعهم أجرهم بما يعطونها من أجرها من الدنيا، وما عسى أن تقول النائحة! تقول: يا أيها الناس، إني آمركم بما نهاكم الله عنه، ألا إن الله أمركم بالصبر، وأنا أنهاكم أن تصبروا، وإن الله نهاكم عن الجزع وأنا آمركم أن تجزعوا. فيقال: اعرفوا لها حقها، فيبرد لها الشراب، وتكسى الثياب، وتحمل على الدواب، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ما كنت أخشى أن أعمر في أمة يكون هذا فيهم".

                                                                                                                                                                    رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلا بسند ضعيف؛ لضعف أبي بكر الهذلي.

                                                                                                                                                                    وستأتي بقيته في كتاب الأدب في باب المخنثين.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية