الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 2037 ] وعنه: "أنه دخل عليه نفر من قريش فقال: ألا أحدثكم عن أبي القاسم صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا: بلى. قال: لما كان قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث أهبط الله إليه جبريل - عليه السلام - فقال: يا أحمد، إن الله - عز وجل - أرسلني إليك إكراما وتفضيلا لك وخاصة لك، أسألك عما هو أعلم به منك، يقول: كيف تجدك؟ قال: أجدني يا جبريل مكروبا. قال: ثم جاءه اليوم الثاني فقال: يا [ ص: 526 ] أحمد، إن الله - عز وجل - أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة لك، أسألك عما هو أعلم به منك، فيقول: كيف تجدك؟ قال: أجدني يا جبريل مكروبا. ثم جاءه اليوم الثالث فقال: يا أحمد، إن الله - عز وجل - أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة لك، أسألك عما هو أعلم به منك، يقول: كيف تجدك؟ قال: أجدني يا جبريل مكروبا، وأجدني يا جبريل مغموما. وهبط مع جبريل ملك في الهواء يقال له: إسماعيل على سبعين ألفا. فقال له جبريل: يا أحمد، هذا ملك الموت يستأذن عليك، ولم يستأذن على آدمي قبلك، ولا يستأذن على آدمي بعدك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائذن له فأذن له جبريل - عليه السلام - فدخل، فقال له ملك الموت: يا أحمد، إن الله - عز وجل - أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك، إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها، وإن كرهت تركتها. فقال جبريل: يا أحمد، إن الله - عز وجل - قد اشتاق إلى لقائك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا ملك الموت، امض لما أمرت به. فقال جبريل: يا أحمد، عليك السلام، هذا آخر وطئي الأرض، إنما كنت حاجتي من الدنيا. فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية جاء آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه، فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله، في الله عزاء من كل مصيبة، وخلف من كل هالك، ودرك من كل ما فات، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المحروم من حرم الثواب - أو إن المصاب من حرم الثواب - والسلام عليكم. فقال: هل تدرون من هذا؟ هذا الخضر صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين".

                                                                                                                                                                    رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر، عن محمد بن جعفر بن محمد: كان أبي يذكر عن أبيه، عن جده علي "أنه دخل عليه..." فذكره بسند رجاله ثقات.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية