الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 2994 ] وقال أبو بكر بن أبي شيبة : حدثني أبو أسامة، حدثني أبو فروة، حدثني عروة بن رويم اللخمي، عن أبي ثعلبة الخشني - قال: لقيه وكلمه - قال: "أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته، فقال: نويبة، فقلت: يا رسول الله نويبة خير أو نويبة شر، قال: لا، بل (خير) نويبة خير. قلت: يا رسول الله، خرجت [ ص: 407 ] مع عم لي في سفر فأدركه الحفاء، فقال: عرني حذاءك، فقلت: لا أعيركها أو تزوجني ابنتك، قال: قد زوجتك، قال: فلما أتينا أهلنا بعث إلي حذائي، وقال: لا مرأة لك عندي.

                                                                                                                                                                    فقال النبي صلى الله عليه وسلم : دعها، لا خير لك فيها.

                                                                                                                                                                    قال: يا نبي الله، نذرت أن أنحر ذودا على صنم من أصنام الجاهلية، قال: أوف بنذرك ولا تأثم بربك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا في قطيعة رحم، ولا فيما لا تملك.

                                                                                                                                                                    قال: قلت: يا رسول الله، الورق يوجد في القرية العامرة أو الطريق المأتي، فقال: عرفها حولا، فإن جاء باغيها فادفعها إليه وإلا فأحص وعاءها ووكاءها وعددها، ثم استمتع بها. قال: قلت: يا رسول الله، الورق توجد في الأرض العادية، قال: فيها وفي الركاز الخمس.

                                                                                                                                                                    قال: قلت: يا رسول الله، كلبي المعلم أرسله فيصطاد، فمنه ما أدرك، فأذكي، ومنه ما لا أدرك، قال: كل ما أمسك عليك كلبك المعلم.

                                                                                                                                                                    قال: قلت: يا نبي الله، قوسي أرمي بها فأصيب، فمنه ما أذكي، ومنه ما لا أدرك، قال: كل ما ردت عليك قوسك.

                                                                                                                                                                    قال: قلت: أرمي بسهمين فيتوارى عني، فأصيبه وفيه سهمي أعرفه ولا أذكره، ليس به أثر سواه، قال: فإن لم تضله وأصبته وفيه سهمك تعرفه ولا تنكره، ليس به أثر سواه، فكل، وإلا فلا تأكل.

                                                                                                                                                                    قال قلت: يا نبي الله، الشاة توجد بأرض فلاة، قال: كلها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب.

                                                                                                                                                                    قال: قلت: يا نبي الله، البعير أو - الناقة - توجد في أرض فلاة عليها الوعاء والسقاء، قال: دعها، ما لك ولها.

                                                                                                                                                                    قال: قلت: يا نبي الله، قدور المشركين نطبخ فيها، قال: لا تطبخوا فيها، قلت: وإن احتجنا إليها فلم نجد منها بدا، قال: فارحضوها رحضا حسنا، ثم اطبخوا وكلوا".


                                                                                                                                                                    قلت: رواه الترمذي في الجامع من طريق أبي قلابة، وابن ماجه في سننه عن علي بن محمد (كلاهما) عن أبي أسامة باختصار، وسيأتي في كتاب النكاح. [ ص: 408 ]

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية