الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 2818 ] قال أبو يعلى الموصلي : وثنا أحمد الأخنسي، ثنا محمد بن فضيل، ثنا الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله عز وجل: ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) قال: يعرفون يوم القيامة بذلك، لا يستطيعون القيام إلا كما يقوم المتخبط المخنق ( ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا ) وكذبوا على الله ( وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى ) إلى قوله: ( ومن عاد ) فأكل الربا ( فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) [ ص: 319 ] وقوله: ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ) ...) إلى آخر الآية، فبلغنا - والله أعلم - أن هذه الآية نزلت في بني عمرو بن عمير بن عوف من ثقيف، وبني المغيرة من بني مخزوم، كانت بنو المغيرة يربون لثقيف، فلما أظهر الله رسوله على مكة ووضع يومئذ الربا كله، وكان أهل الطائف قد صالحوا على أن لهم رباهم، وما كان عليهم من ربا فهو موضوع، وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر صحيفتهم أن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين، ألا يأكلوا الربا ولا يؤاكلوه، فأتى لهم بنو عمرو بن عمير وبنو المغيرة إلى عتاب بن أسيد وهو على مكة، فقال بنو المغيرة: ما جعلنا أشقى الناس بالربا، ووضع عن الناس غيرنا؟! فقال بنو عمرو بن عمير: صولحنا على أن لنا ربانا، فكتب عتاب بن أسيد في ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية: ( فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ) فعرف بنو عمرو أن الإيذان لهم بحرب من الله ورسوله بقوله: ( وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ) فتأخذوا الكثير ( ولا تظلمون ) فتجتنبون منه ( وإن كان ذو عسرة ) أن تذروه خير لكم إن كنتم تعلمون ( فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون ) ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) فذكروا أن هذه الآية نزلت، وآخر آية من النساء نزلتا آخر القرآن.

                                                                                                                                                                    هذا إسناد ضعيف؛ لضعف محمد بن السائب الكلبي، وسيأتي في كتاب التفسير في تفسير سورة البقرة.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية