الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

                                                                                                                                                                    البوصيري - شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري

                                                                                                                                                                    صفحة جزء
                                                                                                                                                                    [ 2044 / 1 ] وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: نعى لنا نبينا وحبيبنا نفسه صلى الله عليه وسلم ونفسي له الفداء - قبل موته بشهر، فلما دنا الفراق جمعنا في بيت أمنا عائشة ، فنظر إلينا فدمعت عينه، فشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مرحبا بكم، حياكم الله، رحمكم الله، آواكم الله، حفظكم الله، نصركم الله، نفعكم الله، هداكم الله، وفقكم الله، سلمكم الله، قبلكم الله، رزقكم الله، رفعكم الله، أوصيكم بتقوى الله، وأوصي الله بكم وأستخلفه عليكم، وإني أشهدكم أني لكم نذير مبين، ألا تعلوا على الله في عباده وبلاده، فإن الله - تعالى - قال لي ولكم: ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) وقال: ( أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ) قلنا: فمتى الأجل؟ قال: قد دنا الأجل والمنقلب إلى الله، وإلى السدرة المنتهى، وإلى جنة المأوى، وإلى الكأس الأوفى، والرفيق الأعلى، والعيش الأهنأ. قلنا: فمن يغسلك؟ قال: رجال من أهل بيتي، الأدنى فالأدنى. قلنا: ففيم نكفنك؟ قال: في ثيابي هذه، أو في (بياض) مصر ، أو حلة يمانية. قلنا: فمن يصلي عليك؟ قال: فبكى وبكينا. فقال: مهلا غفر الله لكم، وجزاكم عن نبيكم خيرا، إذا غسلتموني وكفنتموني فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري هذا، ثم اخرجوا عني ساعة، فأول من يصلي علي خليلي وجليسي جبريل، ثم ميكائيل، ثم إسرافيل، ثم ملك الموت وجنوده من الملائكة بأجمعها، ثم ادخلوا علي فوجا فوجا، فصلوا علي وسلموا تسليما، ولا تؤذوني بتزكية ولا بصيحة ولا رنة، وليبدأ بالصلاة علي رجال أهل بيتي ونساؤهم ثم أنتم بعد، ومن غاب عني من أصحابي فأبلغوه عني السلام، ومن دخل معكم في ديني من إخواني فأبلغوه عني السلام، وإني أشهدكم أني قد سلمت على من تبعني على ديني من اليوم إلى يوم القيامة. قلنا: فمن يدخل قبرك؟ قال: أهلي مع ملائكة كثير يرونكم من حيث لا ترونهم". [ ص: 530 ]

                                                                                                                                                                    رواه أحمد بن منيع.

                                                                                                                                                                    [ 2044 / 2 ] والبزار ولفظه: نعى لنا حبيبنا ونبينا - بأبي هو ونفسي له الفداء - نفسه قبل موته بسنة، فلما دنا الفراق... فذكره. إلا أنه قال: "ومن دخل معكم في دينكم بعدي فإني أشهدكم أني أقرأ السلام - أحسبه قال: عليه - وعلى كل من تابعني على ديني من يومي هذا إلى يوم القيامة".

                                                                                                                                                                    ورواه الحاكم مختصرا وقال: فيه عبد الملك بن عبد الرحمن لا أعرفه بعدالة ولا جرح، والباقون كلهم ثقات.

                                                                                                                                                                    قلت: عبد الملك هذا قال فيه الفلاس: كذاب. وقال البخاري : منكر الحديث.

                                                                                                                                                                    ولم ينفرد به عبد الملك، فقد رواه البزار في مسنده بسند رواته ثقات، وسيأتي بتمامه في آخر كتاب علامات النبوة.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية