الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          703 - ( د ) : بشر بن قيس التغلبي ، والد قيس بن بشر من أهل قنسرين وكان جليسا لأبي الدرداء .

                                                                          روى عن : خريم بن فاتك الأسدي وسهل ابن الحنظلية ( د ) ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وأبي الدرداء.

                                                                          روى عنه : أبوه قيس بن بشر ( د )

                                                                          ذكره أبو زرعة الدمشقي ، وأبو الحسن بن سميع في الطبقة الثانية .

                                                                          وقال أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي صاحب تاريخ الحمصيين : بشر بن قيس التغلبي أبو قيس بن بشر منزله بقنسرين ، كان جليسا لأبي الدرداء بدمشق .

                                                                          [ ص: 142 ] روى له أبو داود حديثا واحدا ، أخبرنا به المشايخ الأربعة : شيخ الإسلام أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة ، وأبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن البخاري المقدسيان ، وأبو الغنائم المسلم بن محمد بن علان القيسي ، وأبو العباس أحمد بن شيبان بن تغلب الشيباني ، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله الرصافي ، قال : أخبرنا الرئيس أبو القاسم بن الحصين الشيباني ، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب التميمي ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا هشام بن سعد ، قال : حدثني قيس بن بشر التغلبي ، عن أبيه وكان جليسا لأبي الدرداء بدمشق ، قال : كان بدمشق رجل يقال له ابن الحنظلية متوحد لا يكاد يكلم أحدا إنما هو في صلاة ، فإذا فرغ يسبح ويكبر ويهلل حتى يرجع إلى أهله ، قال : فمر علينا ذات يوم ونحن عند أبي الدرداء ، فقال له أبو الدرداء : كلمة منك تنفعنا ولا تضرك ، قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فلما قدمنا جلس رجل منهم في مجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : يا فلان لو رأيت فلانا طعن فلانا ، ثم قال : خذها وأنا الغلام الغفاري فما ترى ؟ قال : ما أراه إلا قد حبط أجره ، قال : فتكلموا [ ص: 143 ] في ذلك حتى سمع النبي صلى الله عليه وسلم أصواتهم ، فقال : بل يحمد ويؤجر ، قال : فسر بذلك أبو الدرداء حتى هم أن يجثو على ركبتيه ، فقال : أنت سمعته مرارا ، قال : نعم ، قال : ثم مر علينا يوما آخر ، فقال أبو الدرداء : كلمة تنفعنا ولا تضرك ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "نعم الرجل خريم الأسدي لو قصر من شعره وشمر إزاره". فبلغ ذلك خريما فعجل فأخذ الشفرة فقصر من جمته ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه .

                                                                          قال أبي : فدخلت على معاوية فرأيت رجلا معه على السرير شعره فوق أذنيه مؤتزر إلى أنصاف ساقيه ، قلت : من هذا ؟ قالوا : خريم الأسدي ، قال : ثم مر علينا يوما آخر ، فقال أبو الدرداء : كلمة منك تنفعنا ولا تضرك ، قال : نعم كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : "إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم ولباسكم حتى تكونوا في الناس كأنكم شامة فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش" .


                                                                          رواه بطوله عن هارون بن عبد الله الحمال ، عن أبي عامر العقدي ، عن هشام بن سعد بإسناده نحوه ، فوقع لنا عاليا .

                                                                          وأخبرنا به أعلى مما تقدم بدرجة أخرى أبو إسحاق بن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني في جماعة إذنا ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا هشام بن سعد بإسناده نحوه .

                                                                          [ ص: 144 ] روى البخاري طرفا منه في التاريخ ، عن أبي نعيم فوافقناه فيه بعلو ولله الحمد .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية