الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          904 - ( ع ) : جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي أبو محمد . وقيل : أبو عدي المدني ، له صحبة ، وهو جد الذي قبله . قدم على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة في فداء أسارى بدر ، وهو مشرك ، ثم أسلم بعد ذلك قبل عام خيبر ، وقيل : يوم الفتح .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم ( ع ) .

                                                                          [ ص: 507 ] روى عنه : إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ( م د ) ، وسعيد بن المسيب ( خ د س ق ) ، وسليمان بن صرد الصحابي ( خ م د س ق ) ، وعبد الله بن باباه المخزومي ( 4 ) ، وعبد الله بن أبي سليمان ( د ) ، وعبد الرحمن بن أذينة ، وأبو سروعة عقبة بن الحارث الصحابي ، وعلي بن رباح اللخمي ، وابنه محمد بن جبير بن مطعم ( ع ) ، ومحمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة وابنه نافع بن جبير بن مطعم ( 4 ) ، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف .

                                                                          قال الزبير بن بكار : فولد مطعم بن عدي : جبيرا ، أسلم وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان يؤخذ عنه النسب ، وهو أحد الذين دفنوا عثمان بن عفان ، وهو صلى عليه ، وسعيدا الأكبر ، وعروة ، والوليد ، وسعيدا الأصغر بني مطعم بن عدي .

                                                                          وأمهم أم جميل بنت شعبة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي .

                                                                          وأمها أم حبيب بنت العاص بن أمية .

                                                                          وذكره محمد بن سعد في الطبقة الثالثة ، قال : وكان أبوه مطعم بن عدي من أشراف قريش وكان كافا عن أذى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر : " لو كان مطعم بن عدي حيا لوهبت له هؤلاء النتنى " .

                                                                          وذلك ليد كانت لمطعم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان أجاره حين رجع من الطائف وقام في نقض الصحيفة التي كتبت قريش على بني هاشم حين حصروا في [ ص: 508 ] الشعب وكان مبقيا على نفسه لم يكن يشرف لعداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يؤذيه ولا يؤذي أحدا من المسلمين كما كان يفعل غيره ومدحه أبو طالب في قصيدة له ، قالها .

                                                                          وتوفي مطعم بن عدي بمكة بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة ودفن بالحجون مقبرة أهل مكة ، وكان يوم توفي ابن بضع وتسعين سنة ، وكان يكنى أبا وهب .

                                                                          ورثاه حسان بن ثابت الأنصاري بقصيدته التي يقول فيها :


                                                                          فلو كان مجد يخلد اليوم واحدا من الناس أنجى مجده اليوم مطعما     أجرت رسول الله منهم فأصبحوا
                                                                          عبيدك ما لبى ملب وأحرما

                                                                          قال مصعب بن عبد الله الزبيري : كان من حلماء قريش وساداتهم ، وكان يؤخذ عنه النسب .

                                                                          وقال محمد بن إسحاق ، عن يعقوب بن عتبة ، عن شيخ من الأنصار من بني زريق : كان جبير بن مطعم من أنسب قريش لقريش وللعرب قاطبة ، وكان يقول : إنما أخذت النسب من أبي بكر الصديق ، وكان أبو بكر الصديق من أنسب العرب .

                                                                          وقال الزبير بن بكار : حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي ، عن عثمان بن أبي سليمان ، أن عمر بن الخطاب لما أتي بسيف [ ص: 509 ] النعمان بن المنذر ، قال لجبير بن مطعم وكان من علماء قريش بالنسب : إلى من كنتم تنسبون النعمان بن المنذر ، قال : إلى قنص بن معد .

                                                                          وسلح عمر بن الخطاب جبير بن مطعم سيف النعمان بن المنذر وكان جبير بن مطعم أخذ النسب عن أبي بكر ، وكان أبو بكر من علماء قريش بالنسب .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله بن البرقي : ولد جبير بن مطعم محمدا الأكبر ، درج ، ومحمدا الأصغر ، وأم كلثوم ، كانت عند سليمان بن صرد الخزاعي فولدت له .

                                                                          جاء عنه من الحديث نحو من عشرين ، وتوفي بالمدينة سنة تسع وخمسين .

                                                                          وكذلك قال خليفة بن خياط ، والهيثم بن عدي في تاريخ وفاته .

                                                                          وقال المدائني : مات سنة ثمان وخمسين .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية