الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          821 - تمييز : ثابت بن الضحاك ، وهو ابن أمية بن ثعلبة بن جشم بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي .

                                                                          ولد سنة ثلاث من الهجرة ومات في فتنة ابن الزبير قريبا من سنة سبعين ، ومات النبي صلى الله عليه وسلم وله نحو ثماني سنين .

                                                                          ذكره الواقدي فيمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يحفظ عنه شيئا .

                                                                          وليس له في شيء من هذه الكتب رواية ولا ذكر .

                                                                          ذكرناه للتمييز بينه وبين الذي قبله ، وقد خلط غير واحد إحدى هاتين الترجمتين بالأخرى وجعلوهما لرجل واحد فحصل في كلامهم تخليط قبيح وتناقض شنيع فزعموا أنه كان ممن بايع تحت الشجرة وأن النبي صلى الله عليه وسلم أردفه يوم الخندق ، وأنه كان دليله إلى حمراء الأسد .

                                                                          ثم زعموا أنه ولد سنة ثلاث من الهجرة ، ثم قالوا : إنه توفي سنة خمس وأربعين ، قالوا : ويقال : إنه مات في فتنة ابن الزبير . وفي هذا الكلام من التناقض ما لا يخفى على من له أدنى بصر بهذا الشأن ، فإن يوم الخندق كان على ما [ ص: 362 ] حكاه البخاري ، عن موسى بن عقبة في شوال سنة أربع من الهجرة وكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة سنة ست من الهجرة ، وقد ثبت في الصحيحين أن ثابت بن الضحاك ممن بايع تحت الشجرة ، فكيف يبايع في هذا التاريخ من ولد سنة ثلاث من الهجرة ، أم كيف يكون دليلا من لم يبلغ سن التمييز ، أم كيف يقع هذا الاختلاف المتباين في وفاة رجل معروف الدار معروف الأصحاب ، وإنما حصل هذا التخليط حين لفقوا بين الاسمين وجمعوا بين الترجمتين ، ولو سكت من لا يدري لاستراح وأراح وقل الخطأ وكثر الصواب !

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية